التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:29 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. أحمد خالد توفيق..رحيل كاتب جيل الشباب..صاحب السلاسل الأدبية المهمة

الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق
الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق

أحمد خالد توفيق ليس مجرد رقم في معادلة القراءة والكتابة في مصر، بل هو أحد أهم من كتبوا للشباب، وصنعوا طريقا لأجيال، تعرفت للمرة الأولى في صباهم على كتابة مثيرة، وسلسة، نجح أحمد خالد توفيق الذي رحل أمس الإثنين عن عالمنا في أن يجعل العديد من الشباب يدخلون عالم القراءة من أوسع أبوابه، حينما بدأ كتابة سلسلة "ما وراء الطبيعة" وقتها لم يكن هناك من يشغل هذا الفراغ الكبير في الكتابة للشباب سوى نبيل فاروق، وخالد الصفتي، وأسماء أخرى قليلة، نجح أحمد خالد توفيق في أن يكرس اسمه بوصفه أحد أهم من كتبوا أدب الرعب للشباب، وعلى يديه تربت أجيال وأحب بعضهم الكتابة فكتب.

رحل أحمد خالد توفيق أمس الإثنين في سن الخامسة والخمسين أثر أزمة قلبية، على صفحته بموقع فيسبوك كتب الكاتب ميشيل حنا، أن توفيق كان قد أجرى عملية ركب فيها جهازا تحت الجلد، يرسل له نبضة كهربائية إذا ما أصيب بأزمة قلبية، وأن هذا الجهاز أنقذه مرات عديدة من أزمات قلبية محققة، لكنه أخفق هذه المرة في أن ينقذ حياته.

30118131_10156406027333593_483254785_n

في آخر حوار له مع الكاتب عمر طاهر، ببرنامجه "وصفوا لي الصبر- عن الكتابة وأهلها" أطل أحمد خالد توفيق إطلالة الوداع، متحدثا عن موضوع شائك، ألا وهو الجماهيرية والقيمة، والشهرة وآثارها السلبية والإيجابية، تحدث كطفل عن سعادته كلما تلقى رسائل مبهجة من قرائه يخبرونه فيها عن شكرهم له بأنه دلهم على كتاب كبار، أو كتابات قيمة.

الشهرة لا تعني النجاح، والبيست سيللر لا يعني الجودة، هذه كانت أبرز أقوال أحمد خالد توفيق في الاستضافة التي استضافها له عمر طاهر، في هذا اللقاء تألق الكاتب الكبير الراحل بكلماته التي اعترف فيها أيضا أنه في فترة من الفترات قدم ما يرغب فيه السوق، حينما اتجه لكتابة أدب الرعب، في وقت لم يكن فيه أدب الرعب مطروحا، ومنتشرا بين الإصدارات الموجهة للشباب.

اشتهر أحمد خالد توفيق بجانب كتاباته الأدبية، بكتابة المقالات، كان الرجل يطل على قرائه بمقالات تتناول أوجه الحياة، الاجتماعية، والأدبية، قرأت له بجانب روايته يوتوبيا و"مثل إيكاروس" كتابه المهم الذي عنونه "اللغز وراء السطور- أحاديث في مطبخ الكتابة" وهو الكتاب الذي تناول فيه أحمد خالد توفيق بعضا من الموضوعات المتعلقة بالقصة التي تنجح عند القراء، فتجعل كاتبها أسير نجاحها، ولا يستطيع أن يكتب قصة اقل منها في النجاح، يحكي واقعة كاتب اعتاد أن ينشر قصصا عادية، وفي ذات مرة كتب قصة نجحت نجاحا شديدا ومبهرا، لكنه لم يستطع أن يكتب قصة أخرى تماثلها في روعتها وجمالها، مما جعل ناشره يعتذر منه، ويرفض نشر أعمال أقل جودة منها، يتحدث أحمد خالد توفيق في هذا الكتاب عن معضلات الكتابة والنشر، ويتحدث أيضا عن مشكلات المجتمع الثقافي، ومشكلات النقد، وصعوبات المصطلحات، ومجتمع وسط البلد الثقافي الذي لم يتصل به أحمد خالد توفيق أبدا.

30118890_10156406027048593_2041784875_n
 

 

رحل أحمد خالد توفيق مخلفا أعمالا مهمة منها "مثل إيكاروس" و"يوتوبيا" وعمله الأحدث "شآبيب" الصادر حديثا عن دار الشروق، وترك في المكتبة المصرية للشباب سلاسل أدب الرعب التي لم يُكتب مثلها حتى اليوم، ومنها "سفاري" و"ما وراء الطبيعة" وغيرها من السلاسل الجذابة التي قرأها الشباب سنوات، يظل رحيل أي كاتب هو أمر مفجع، لأن أثره وطموحه الأدبي يتوقف، لكن عزاء كل كاتب يرحل، أن أعماله باقية تخلد اسمه.