التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 01:49 ص , بتوقيت القاهرة

بعد هجوم "ديلي صباح" عليهما.. هل تمارس تركيا استفزازاتها تجاه عمان والكويت؟

أردوغان
أردوغان

في الوقت الذي أكدت فيه العديد من القوى الدولية والإقليمية أهمية الدور الذي تلعبه كلا من دولة الكويت وسلطنة عمان لضمان استقرار منطقة الخليج، أطلقت صحيفة "ديلي صباح"، والمقربة من دوائر السلطة في تركيا، سهام الانتقاد بحق الدولتين، وذلك بالرغم من موقفهما المحايد تجاه الأزمة الخليجية التي تعاني منها قطر، والتي تعد بمثابة أحد حلفاء تركيا الرئيسيين في الشرق الأوسط إلى جانب إيران.

في تقرير لها اليوم الأربعاء، تناولت الصحيفة التركية موقف الكويت وعمان تجاه أزمة قطر الحيادي، معتبرة أن مثل هذا الموقف يساهم إلى حد كبير في انعزالهما عن محيطهما الإقليمي، وإن كانت الكويت تؤدي دورا ملموسا، إلا أنه لا يخرج عن مجرد الوسيط في الأزمة الراهنة.

الهجوم الذي شنته الصحيفة التركية على الكويت وعمان لا يخرج بأي حال من الأحوال عن كونه بداية لموقف تركي محتمل تجاه الدولتين الخليجيتين، خاصة وأن الإعلام التركي في حقيقته هو مرآة لتوجهات الرئيس أردوغان وطموحاته التوسعية، خاصة وأن الصحيفة التركية اعتبرت أن موقف الدولتين تجاه قطر يبقى أكثر ميلا نحو الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب عنه تجاه قطر.

وبررت الصحيفة التركية التقارب بين دول الخليج خاصة فيما يتعلق بقطر بأمرين:

الأول: أن السعودية والإمارات تسعيان إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة في حين أن قطر تسعى إلى استخدام قوتها الناعمة لتحقيق ما أسمته الصحيفة بـ"الإصلاح".

الثاني: هو الاتفاق بين دول الخليج الخمس، وهي السعودية والإمارات والبحرين وعمان والكويت، حول دعم النظام الحاكم في مصر، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وهو الأمر الذي يتعارض مع توجهات قطر الداعمة للجماعة.

وفي هذا الإطار، رفض السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، فكرة انعزال الكويت وعمان عن محيطهما الإقليمي، مؤكدا أنه لولا الدور الذي تؤديه كلا الدولتين في الوساطة بين دول الخليج، لكان مجلس التعاون الخليجي غير موجود الآن.

وأضاف، في تصريحات لـ"دوت مصر"، أن الكويت تبقى صاحبة الدور الأكثر وضوحا فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، وهو الأمر الذي حظى بإشادة دولية كبيرة خاصة من الولايات المتحدة ودول أوروبا التي حاولت القيام بدور لإنهاء الأزمة، حيث أكد الكثير منهم دعمهم للوساطة الكويتية.

بينما يبقى الدور العماني كبيرا، بحسب السفير المصري، على الرغم من خفوته اعلاميا، موضحا أن الدبلوماسية العمانية اعتادت على العمل بهدوء، وهو الأمر الذي يحظى باحترام كبير من كافة الدوائر الدبلوماسية سواء في الدول العربية أو أوروبا أو الولايات المتحدة.