بعد قطع علاقتها مع إيران.. هل تتخذ المغرب إجراءا مماثلا مع قطر؟
في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة المملكة المغربية قرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، تثور العديد من التكهنات حول احتمالات توتر العلاقات بين المغرب وقطر في المرحلة المقبلة، على خلفية القرار المغربي، خاصة وأن قطر تمثل أحد أهم أذرع إيران في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في منطقة الخليج العربي.
كان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قد أعلن اليوم الثلاثاء أن بلاده قررت رسميا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الدعم العسكري المقدم من حزب الله اللبناني لجبهة البوليساريو في المغرب، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المملكة المغربية في المرحلة الراهنة.
إلا أن الملفت هو أن قرار المغرب بقطع العلاقات مع إيران، على خلفية سلوك حزب الله، يعني أن هناك إدراك مغربي بموالاة الحزب اللبناني لطهران، وليس للدولة التي ينتمي إليها، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا مباشرا لإمارة قطر، خاصة وأن تنظيم الحمدين معروف بعلاقته القوية مع ميليشيات حزب الله، وكثيرا ما دعمه سواء بالمال أو السلاح، لخدمة الأهداف الإيرانية.
ولعل أحدث الأدلة على الدعم القطري لحزب الله، كان الوثائق الأخيرة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، والتي أكدت أن "الحمدين" دفع ما يقرب من مليار دولار، لعدد من التنظيمات الإرهابية، وشخصيات إيرانية بارزة، كان أبرزهم حزب الله، وقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في إطار الفدية التي دفعتها السلطات القطرية، لتحرير عدد من المواطنين القطريين، وهو الأمر الذي لا يضع الإمارة الخليجية بعيدا عن سهام الغضب المغربي في المرحلة المقبلة.
وفي السياق نفسه، فإن القرار المغربي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران على خلفية الدعم العسكري للبوليساريو، فإن قطر لا تبقى بعيدة عن الاتهام نفسه، خاصة وأنها سعت إلى الترويج إلى ما يسمى بدولة "الصحراء الغربية" في تحد صريح للمغرب.
الخريطة
ففي إحدى الخرائط المعتمدة لدى جمعية قطر الخيرية، وهي إحدى الجمعيات المعروفة بدورها في تمويل الميليشيات المسلحة، وضعت منطقة الصحراء الغربية باعتبارها منطقة مستقلة عن دولة المغرب، وهو الموقف الذي ربما كان من الصعب تفسيره، في ظل احتفاظ مملكة المغرب بحياديتها تجاه الأزمة الخليجية منذ اندلاعها في شهر يونيو الماضي.