بعد استهداف الكنائس.. إسرائيل تخطط لإنهاء الوجود المسيحي في القدس؟
يبدو أن قرار الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كان بمثابة دعما لسياسات الدولة العبرية التي تقوم على الإقصاء، حيث تسعى السلطات الحاكمة في إسرائيل إلى إنهاء الوجود غير اليهودي في المدينة المقدسة من خلال استهداف أتباع الدين الإسلامي والمسيحي، وكذلك دور العبادة الخاصة بهم، وهو الأمر الذي بدا واضحا في استهداف الكنائس في الآونة الأخيرة.
فبحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الثلاثاء، فإن الوجود المسيحي في المدينة المقدسة ربما صار مهددا إلى حد كبير من قبل المستوطنين اليهود المتشددين، حيث أكد عدد من القيادات الكنسية أن رجال الدين يتعرضون للإيذاء اللفظي والبصق، وتخريب الممتلكات.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن السلطات الإسرائيلية تقوم بتنفيذ خطة تقوم على ثلاثة عناصر:
- الأول: يتم الاعتماد فيها على استخدام المستوطنين اليهود للعنف بصدد المواطنين المسيحيين ورجال الدين.
- الثاني: تقوم فيها الحكومة بفرض ضرائب غير مسبوقة على الكنائس.
- الثالث: يقوم على استخدام بعض الجمعيات لنزع ملكية الأراضي المملوكة للكنائس.
من جانبة قال بطريرك الروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، والذي يعد أكبر زعيم مسيحي في الأرض المقدسة، لصحيفة "الجارديان" البريطانية أن "اليوم تواجه الكنيسة تهديدًا أشد على أيدي بعض مجموعات المستوطنين، حيث أنهم مستمرين في محاولاتهم لتقويض وجود الطائفة المسيحية في القدس."
وأضاف "هذه المجموعات الاستيطانية المتطرفة منظمة للغاية. شهدنا خلال السنوات الماضية تدنيس وتخريب عدد غير مسبوق من الكنائس والأماكن المقدسة، ونتلقى أعدادا متزايدة من التقارير من الكهنة والمصلين المحليين الذين تعرضوا للاعتداء والهجوم."
في جبل صهيون، خارج أسوار المدينة القديمة، تتعرض الأراضي غير المطورة التي تعود ملكيتها للكنيسة والتي يشار إليها باسم "الحديقة اليونانية" إلى التخريب بشكل منتظم ، وفقاً لموني شاما ، وهي مسئولة بالكنيسة، حيث أكدت أن المستوطنين المتطرفين لجأوا إلى تشويه الحوائط من خلال كتابات ورسومات مسيئة.
كما أن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، وهي تمثل أقدم وجود مسيحي في المدينة القديمة، تشعر بقلق عميق إزاء محاولات السيطرة على ممتلكاتها بالقرب من بوابة يافا، والتي تعد المدخل الرئيسي للحي المسيحي والأرمني.
وعلى جانب أخر، يقول أحد قادة الكنيسة أن فرض الضرائب غير المسبوقة هو جزء من نمط استهداف المسيحيين حيث فرض مجلس مدينة القدس على الكنائس حوالي 200 مليون دولار (143 مليون جنيه استرليني) كضرائب. واحتجاجاً على ذلك، أغلقت الطوائف الكنسية كنيسة القبر المقدس لمدة غير مسبوقة استمرت لحوالي ثلاثة أيام، تم خلالها منع آلاف الحجاج من الدخول.
وقالت الصحيفة البريطانية أن ثيوفيلوس الثالث سافر في الأشهر القليلة الماضية إلى المملكة المتحدة والفاتيكان والولايات المتحدة وأماكن أخرى للحصول على دعم للمؤسسات المسيحية للكنائس المتواجدة في قلب الأرض المقدسة، حيث التقى في المملكة المتحدة بالأمير تشارلز، ووزراء الحكومة والقادة المسيحيين، بما في ذلك رؤساء أساقفة كانتربري ووستمنستر ورئيس أساقفة لندن القبطية.