التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:49 م , بتوقيت القاهرة

التطرف لا دين له.. كيف تورطت الدول الداعمة للإرهاب في مذبحة نيوزيلندا

حادث نيوزيلندا
حادث نيوزيلندا

مشهد الهجوم علي مسجدين بمدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، أعاد إلى الأذهان من جديد حوادث الهجوم على المساجد بدول العالم، وليست المساجد وحدها بل استهداف الكنائس، الأمر الذي يؤكد أن الإرهاب والتطرف لا دين له، ويطرح عدة تساؤلات حول المحرضين، وتصدير صورة خاطئة عن الإسلام وتحويله إلى إسلاموفوبيا.

هذا الرأى أقره العديد من رجال الدين الذين تحدثنا معهم.

أسامة العبد رئيس جامعه الأزهر الأسبق، قال إن الدول الداعمة للإرهاب شريك رئيسي في كل الحوادث الإرهابية المتطرفة، ولغة خطاب العنف الذى صدرته الجماعة الإرهابية برعاية الدول الداعمة للإرهاب، تعد المتهم الرئيسى بالتحريض، تلك اللغة الدموية التى أفرزت خطابا متطرفا، قابله بالطبع خطابا موازيا من اليمين المتطرف فى الغرب.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر الأسبق في تصريحات لـ" دوت مصر "، أن هذا الفكر الإرهابي الأسود أعمى، ولابد أن يقابله فكر معتدل، ويجب أن تخرج الدول الإسلامية بخطاب ديني معتدل للعالم، بأن الإسلام دين وسطي بعيد كل البعد عن القتل والتخريب وإزهاق الأرواح، كما أن هؤلاء المجرمين تلقوا أفكارا سوداء وأخذوا فكرة غير صحيحة عن الإسلام.

وأشار العبد إلى أنه على المؤسسات الدينية واجب نشر الفكر الإسلامي والوسطي المعتدل فى العالم، لأن الدين الإسلامي دين عدالة ومودة وإخاء ومحبة، لا يعرف الكراهيه لأي دين آخر، وأن الأصل في التعامل في الاسلام هو الاخوة الإنسانية، لذلك الآيات القرأنية جاءت واضحة في هذا الشأن " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم". وهذة دلالة واضحة على أن الأصل في التعامل في ديننا الإسلامي  هو " السلام  " ، وعلي المؤسسات الدينيه أيضاً نشر هذا الفكر المعتدل ليس في داخل البلاد فقط ولكن في خارجها ، كما أننا يجب علينا ان نحارب الكراهية .

واختتم أسامة العبد حديثه بالقول إن للأزهر الشريف دور هام وعليه عبء ثقيل في نشر هذا الدين الوسطي المعتدل ونقله إلي العالم كله، مسلمين وغير مسلمين ،  وهذا ينبغي أن يكون علي عاتق المؤسسات الإسلامية كوزارة الأوقاف ، ودار الافتاء ،  ووزارة التربية والتعليم ، والجامعة كما أن هناك لجنة الشئون الدينية والاسلامية التي تشارك في جميع الملتقيات العالمية كان آخرها بفرنسا ، والسويد ، وألمانيا من أجل السلام العالمي ونقل الإسلام الوسطي المعتدل

أما خالد عمران أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، قال إن مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، أدان الاعتداء الإجرامى على أحد المصلين بأحد مساجد لندن بعد ساعات من استشهاد 49 مصليًا فى هجوم إرهابى على مسجدين فى نيوزيلندا، مشيرا إلى أنه على المنظمات الدولية الاعتراف بأن تلك الأعمال إرهابية ولا تختلف عما تفعله داعش .

وأشاد عمران ببيان مجلس الأمن الذي أدان حادث نيوزيلندا واعتبره إرهابيا، وشدد خلاله أعضاء مجلس الأمن على معاقبة الإرهابي مرتكب الواقعة والممول والمصدر.

واستكمل أمين الفتوي: لابد أيضاً من مراجعة المناهج الدينية والتاريخية التي تدرس للطلاب بدول العالم، والتي تحاول تشويه الإسلام والمسلمين، والمؤسسة الدينية المصرية لديها استعداد لتقديم الدعم لهم، فضلأً عن ضرورة تخصيص مساحة جيدة في وسائل الإعلام الغربية لمن يقدمون صورة صحيحة ومعتدلة عن الإسلام، وفتح مجال للحوار مع الغرب بعيداً عن الضوضاء.

واختتم تصريحاته قائلا: "علي المنظمات الدولية كالأمم المتحدة أن ترعى هذه الإجراءات وتساعد فيها"، مضيفاً أن دار الإفتاء المصرية أنشأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم برئاسة مفتي مصر أ.د شوقي علام وامينها العام د. ابراهيم نجم وجعلت أحد نشاطاتها العناية والأقليات ومشاكلهم ومن اخطرها مسألة الاسلاموفوبيا .

فيما أوضح عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الإرهاب لا ينبت إلا الإرهاب، والدافع لدى الإرهابي هو القتل بصرف النظرعن هوية القاتل أو ديانته ، فالذين يدعمون الإرهاب لا يعنيهم سوي القتل من أجل تحقيق مأرب خاصة بعيدة كل البعض عن الدين الإسلامي، وهذا يدل علي أن الإرهاب لا هوية ولا مبدأ له .

وأضاف النجار أن التمويل ليس بالسلاح والمال فقط، بل  باللعب بالعقول والتشكيك في الدين، وبث معتقدات ودوافع مغلوطة عن نشر الإسلام ، وتقويم السلوك ، وإن لم يتخذ شكل الإنفاق المباشر، إلا أنة يمثل جهداً إرهابياً مبذولاً ويتكلف قدراً من المال في سبيل تغيير وتضليل هؤلاء السفهاء ، الذين لا عقل لهم ، ولا فهم للدين أو الحياة .

وأشار قائلاً : أن السماحة قاسم ديني مشترك لا يختلف عليه دين من الأديان الثلاثة، وأن صلة الإرهاب بالدين ، صلة مظهرية هاشه ، لا يعنيها الدين في قليل أو كثير ، بل أن دور الدين عندها ، هو الستار الذي يشغل الناس ، عن التعامل مع الإرهاب كما يجب ، والتدليس علي العوام بالمظهر الديني ، حتي يعتقدوا أن الإرهابيين دعاة دين ، وهم منافقون كذبا ، لا يعنيهم الدين في قليل أو كثيراً .