التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:36 ص , بتوقيت القاهرة

«مجلس الخونة».. طريق أردوغان لتفكيك البلاد العربية

أردوغان
أردوغان

واقعيا تعاظمت أوهام الديكتاتور حتى انتقلت من مرحلة حلم السيطرة على مقدرات الأمة العربية، إلى ممارسات فعلية بدأها أردوغان بدعم مخطط الفوضى الذي دخل حيز التنفيذ مطلع عام 2011 لإسقاط الأنظمة العربية في (تونس - مصر - اليمن - ليبيا – سوريا)، ومن ثم استخدام الجماعات الإرهابية سلاحا لتحقيق حلم الإمبراطورية التركية بدفعها دفعا لمواقع السلطة في هذه البلدان.

 

معهد جيتستون المعني بالأبحاث المرتبطة بالسياسة الدولية، أكد في تقرير أن الرئيس التركي أدروغان يعيش في «خرافة» يؤمن هو فقط بها من صنع مخيلته يشعر فيه بأنه قادر على السيطرة على الدول العربية، رغبة في توسيع نفوذه بالمنطقة على أطلال وأشلاء أبناء شعوبنا.

 

تصاعدت وتيرة العداء الأردوغاني للشعوب العربية بعد انهيار مخططات الفوضى بشكل كبير، في صورة رد فعل عنيف من جماعات الظلام الممولة ومدعومة تركيا لتأديب مواطني الدول التي انتفضت رافضة حكم التنظيم الدولي، وخربت موجة الإرهاب بلدان تحاول استعادة وحدتها مثل ليبيا واليمن وسوريا، وتبددت أوهامه في تحويل مصر ساحة اقتتال أهلي بفضل تماسك القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

 

انتقل مخطط أردوغان من مرحلة إدارة الصراع داخل البلدان العربية بواسطة أذرعه المنسحقة شعبيا وأمنيا، لاستقبال فلول الجماعات الإرهابية في بلاده حتى تحولت الأراضي التركية ملاذ أمن للقتلة بشكل عام، ومسرحا لمزاولة «عرابي التخريب» نشاط هدم الوطن العربي بأكمله فكان تأسيس ما يسمى بـ«المجلس العربي».

 

في 26 يوليو 2014 بأموال قطرية وتخطيط مخابرات أردوغان أعلن عراب الخراب في مصر «أيمن نور»، برفقة عرابة تقسيم اليمن «توكل كرمان»، ومشاركة دُمية التنظيم الدولي للإخوان في تونس «المنصف المرزوقي»، تأسيس «المجلس العربي» الذي أصبح تجمعا لـ«خونة العرب».

 

منذ الوهلة الأولى للإعلان عن هذا المجلس التخريبي فضح بيانه التأسيسي الأهداف الحقيقية لأعضائه، في مقدمتها توحيد صفوف جميع المتورطين في تنفيذ مخططات الفوضى الهادفة لتفكيك البلدان العربية، ومنع الجماعات الإرهابية غطاء سياسيا على المستوى الدولي للتحرك بحرية تحت مزاعم وأكاذيب الدفاع عن الربيع العربي.

 

تركيا التي تدرس لأبنائها مناهج تعليمية تصف العرب بأبشع كلمات التخلف والخيانة، هل بالفعل تريد الخير لبلدان هذه المنطقة؟، بالتأكيد الإجابة: لا، إذن ماذا يريد أردوغان من استضافة عرابي الخراب؟، ولماذا توفر دويلة قطر وتنظيم الحمدين مليارات الدولارات لدعم تحركات أشخاص وكيانات لم تكن ممارستها إلا خطوة على طريق التقسيم؟، الإجابة ببساطة تتلخص في نشاط أعضاء هذا المجلس وخلفياتهم ونتائج أعمالهم في بلدانهم التي لفظتهم شعوبها.

 

تتمثل أحدث أنشطة ما يسمى بـ«المجلس العربي» في تنظيم مؤتمر بعنوان «عرب المستقبل» استضافته تركيا خلال الـ48 ساعة الماضية، خطط له مخابرات أردوغان، ومولته الحكومة القطرية، بمشاركة 350 شخصية من قادة مخططات الفوضى المرتبطين بالجماعات الإرهابية.

 

بالنظر لقيادات المجلس العربي ومراجعة أدوارهم ومواقفهم يتضح لنا أي عرب في المستقبل يريدون، ممارستهم جميعا أفضت إلى نتائج كارثية نرى فيها اليمن تبحث عن منقذ يخلصها من الانقسام والاحتلال الحوثي، وتونس لم تشهد إلا محاولات لخطفها من قبل جماعة الإخواني راشد الغنونشي، وخيانة في ليبيا قسمتها إلى عدة مناطق متنازعة فيما بينها، وسوريا التي أضحت مسرحا لنشاط جميع الفصائل الإرهابية وأجهزة المخابرات المعادية للعرب.

 

لم يحصد الوطن العربي من وجود أعضاء المجلس العربي سوى الدمار، فالإخوانية «توكل كارمان» قادت بلادها إلى نقطة اللاعودة حتى صار كل يمني حتى أفراد عائلتها يؤمنون أنها ليس إلا أداة وظفتها تركيا بالأموال القطرية لنشر الخراب وزعزعة استقرار المنطقة، لذلك لم تفوت فرصة إلا وتعلن بكل صراحة عدائها للملكة العربية السعودية ومصر والإمارات.

 

ونرى «عراب الخراب» في مصر المدعو أيمن نور، يسخر قناة الشرق المذاعة من تركيا لبث السموم ضد الشعب المصري ومؤسساته، يتحدث دائما عن العدالة والحرية والجميع يعلم أنه ليس إلا دُمية في يد المخابرات التركية والتنظيم الدولي، وممارساته ضد العاملين في قناته خير شاهد على ابتعاده كل البعد عن أي قيم أو مباديء.