التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:24 ص , بتوقيت القاهرة

بعد فوز الصدر.. إيران وأمريكا يخسران رهانهما في العراق

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر

في الوقت الذي ينظر فيه الكثير من المتابعين إلى نتائج الانتخابات العراقية باعتبارها صفعة للنظام الحاكم في إيران، يبدو أن إيران ليست الخاسر الوحيد في العراق، حيث أن الولايات المتحدة هي الأخرى ربما تخسر نفوذها في الأراضي العراقية، في ظل نجاح تحالف مقتدى الصدر على حساب قائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يعد أحد حلفاء أمريكا في العراق.

انطلقت الانتخابات العراقية يوم الأحد الماضي، وأشارت النتائج الأولية إلى فوز مقتدى الصدر بالأغلبية في البرلمان العراقي، وهي النتيجة التي اعتبرها قطاع كبير من المحللين مفاجأة، خاصة وأن توقعات كبيرة كانت تصب في صالح "العبادي"، في ضوء نجاحه في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وقدرته على استعادة الأمن نسبيا إذا ما قورنت الحالة الأمنية بعام 2014، إبان سيطرة داعش على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية.

الأكثر نفوذا

وعلى الرغم من بقاء فرصة العبادي للاحتفاظ بمنصبه كرئيس الوزراء في العراق، إلا أن الصدر أصبح السياسي الأكثر نفوذا الآن في بغداد، بعد فوز تحالفه، والمعروف باسم "سائرون"، على حساب التحالفات الأخرى، وهو الأمر الذي يمثل صفعة كبيرة للولايات المتحدة، خاصة وأن الصدر معروف بمواقفه المناوئة للولايات المتحدة منذ الغزو الأمريكي للعراق.

تقول الكاتبة الأمريكية مارجريت كروكر، في تقرير لها بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن مواقف الصدر المناوئة لأمريكا لم تنتهِ بالانسحاب الأمريكي من العراق في عام 2011، حي أصر على تبني الشعارات المناوئة للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي ساهم بصورة كبيرة في وضعه بصورة الزعيم السياسي الأكثر استقلالية خاصة وأنه يتبنى كذلك موقفا مناوئا لطهران أيضا.

قضايا الشارع

ولعل فوز الصدر بالانتخابات العراقية كان سببا رئيسيا للحديث في الداخل الأمريكي حول احتمالات استمرار الدور العسكري الأمريكي في العراق لمواجهة الإرهاب، خاصة وأن الزعيم الشيعي سبق له وأن انتقد الهجمات الجوية التي تقوم بها القوات الأمريكية على الأراضي العراقية رغم أنها جاءت لاستهداف معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي.

تقول مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن مواقف الصدر كانت سببا رئيسيا في تحقيقه الفوز في الانتخابات، حيث أنه تمكن في السنوات الأخيرة للتلامس مع قضايا الشارع العراقي، من بينها خطورة الأدوار الخارجية على مستقبل العراق، وخاصة إيران والولايات المتحدة، بالإضافة إلى حديثه المتواتر عن تفشي الفساد في الداخل العراقي.