التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:23 ص , بتوقيت القاهرة

بعد تنازل كوريا الشمالية.. هل تقوض بيونج يانج ثقة سول في أمريكا؟

القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية
القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية

في الوقت الذي يستعد فيه العالم لصفقة محتملة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حول الملف النووي الكوري الشمالي، والذي أثار قدرا كبيرا من الجدل لعقود طويلة من الزمن، يبدو أن ثمة تفاصيل ربما تكشف عنها الأيام القادمة عن بعض القضايا الخلافية، وعلى رأسها وجود القوات الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، وهو الأمر الذي طالما أعربت بيونج يانج عن رفضها الكامل له، إلا أنها ربما اتجهت نحو تغيير موقفها مؤخرا حيث أكدت أنها تنازلت عن هذا الشرط.

كان رئيس كوريا الجنوبية مون جي إن، قد أعلن أمس الجمعة أن نظام كوريا الشمالية قرر تغيير موقفه من الشرط الذي كانوا قد فرضوه حول ضرورة انسحاب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، مقابل تجميد أنشطتها النووية، وذلك قبل ساعات من بدء المحادثات التي تجمع الكوريتين مع الولايات المتحدة.

تغيير مفاجيء

لعل التغيير المفاجيء في موقف كوريا الشمالية تجاه الوجود العسكري الأمريكي يثير العديد من التساؤلات التي تدور معظمها حول أسباب مثل هذا التغيير في هذا التوقيت، في ضوء تنازلات أخرى ربما قدمتها بيونج يانج، لعل أخرها هو القرار بتجميد التجارب النووية، والتوقف عن إطلاق الصواريخ الباليستية، استعدادا لاتفاق محتمل مع المجتمع الدولي، ربما يساهم في إحياء الاقتصاد الكوري الشمالي، والاندماج مع العالم المحيط.

الموقف الكوري الشمالي ربما يعكس احتياج النظام الحاكم في كوريا الشمالية إلى الانفتاح على العالم، وهو الأمر الذي يتطلب ابداء قدر من المرونة، وبالتالي إغلاق الباب أمام أية محاولات أمريكية للتملص من التزامها بشأن التفاوض مع كوريا الشمالية في المرحلة المقبلة، خاصة بعد الإعلان عن قمة مرتقبة بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.

مناورة كلاسيكية

إلا أن المرونة الكورية الشمالية ربما تحمل في طياتها ما هو أبعد من ذلك، خاصة وأنها تأتي بالتزامن مع رغبة كبيرة من قبل الإدارة الأمريكية بالانسحاب من عدة مناطق حول العالم، وعلى رأسها سوريا، وبالتالي فهي ربما تحاول أن تضع الولايات المتحدة في صورة الطرف الذي يتنصل من التزاماته في حماية حليفتها كوريا الجنوبية.

يقول إيفان ميديروس، مستشار الرئيس أوباما للشئون الآسيوية، أن المبادرة هي بمثابة مناورة كلاسيكية من قبل نظام كوريا الشمالية، فإذا اتجهت الولايات المتحدة لسحب قواتها يصبح ذلك دون طلب من الجانب الكوري الشمالي، وهو ما يؤدي ربما إلى تقويض الثقة بين أمريكا وأحد أهم حلفائها في آسيا.

قوات حفظ سلام

على الجانب الأخر، لعل وضع القوات الأمريكية بالقرب من الحدود بين الكوريتين سيكون محل نقاش في المفاوضات المقررة بين البلدان الثلاثة في المرحلة المقبلة، حيث أن هناك من يرى أن هناك حاجة ملحة لاستبدال طبيعة القوات المتواجدة في المنطقة، لتصبح قوات حفظ سلام، بدلا من كونها قوة معادية لكوريا الشمالية، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للنظام في بيونج يانج.

إلا أن التواجد الأمريكي ربما لن يبقى وحيدا في المنطقة، في ظل التحالف الكوري الشمالي مع كلا من روسيا والصين، واللذان سيرفضان ترك المنطقة للنفوذ الأمريكي، وبالتالي فربما يكون هناك نية لإبرام صفقة ما من شأنها تحويل القوة الأمريكية إلى قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في المنطقة.