يبدو أن تأثير طرد أعداد كبيرة من الدبلوماسيين الروس، من العديد من دول أوروبا الغربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سوف يساهم بصورة كبيرة في إعاقة التحركات الاستخباراتية التي تقوم بها روسيا لجمع المعلومات، هكذا قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إلا أن الأزمة في الوقت نفسه تمثل فرصة قوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضحت الصحيفة أن بوتين سوف يسعى إلى استغلال الوضع بقوة وبلا هوادة لتعزيز التوجه القومي، والذي يسعى دائما إلى تعزيزه من خلال الترويج لفكرة أن الغرب معاد لروسيا، ودائما تحرص القوى الغربية على إذلال الشعب الروسي.

وأضافت "التايمز" أن عملية طرد الدبلوماسيين الروس تعيد إلى الأذهان أكبر عملية طرد دبلوماسي قامت بها روسيا، عندما قامت الحكومة البريطانية بطرد 90 دبلوماسي، من أراضيها في أوائل السبعينات من القرن الماضي، وذلك خلال عهد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق إدوارد هيث، بينما اقتصر رد الفعل السوفيتي آنذاك على طرد 18 دبلوماسيا بريطانيا فقط.

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية قولهم بأن عمليات الطرد الدبلوماسي التي تواجهها روسيا سوف تساهم بصورة كبيرة في إصابة شبكة الجاسوسية الروسية بحالة من الشلل، موضحين أن الدول الغربية سوف تكشف عن أسماء الدبلوماسيين المطرودين من أراضيها، وبالتالي ربما لن يتم قبولهم للعمل في دول أخرى بعد ذلك.

ورغم أن عمليات الطرد هذه روتينية تقريباً فى تعاملات روسيا مع الغرب، بحسب "التايمز"، لكنها ستُظهر لموسكو أن محاولات الاغتيال فى الخارج سيكون لها تكلفة باهظة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن الروس هم الخاسر الأكبر، متوقعة أن تقييد السفر إلى الغرب وتشديد إجراءات الحصول على تأشيرات الدخول. كما سيفكر المستثمرون مرتين قبل الاستثمار فى موسكو.