أحفاد حمدي غيث يروون أسرار قلب الأسد وعلوان أبو البكرى.. فيديو
رغم مضى سنوات طويلة على الرحيل فإن أعمال الفنانين الكبيرين حمدى وعبد الله غيث مازالت تحظى بنسبة مشاهدة عالية، فمن ينسى دوره فى فيلم ريتشارد قلب الأسد فى فيلم الناصر صلاح الدين، ومن يمكن أن يقاوم متعة الاستماع بمشاهدتهما بفيلم الرسالة وهما يقومان بأداء دورى أبى سفيان، وحمزة بن عبد الله.
انتقلنا إلى قرية كفر شلشلمون حيث ولد الفنانان الكبيران، وفى فيلا الفنان الكبير عبد الله غيث استمعنا لأحفادهما وهم يروون أسرار تروى لأول مرة من حياة حمدى وعبد الله غيث.
ويؤكد أحفاد وأبناء عمومة الفنانين الكبيرين، أن جد حمدى وعبد الله غيث الشيخ مخيمر غيث، كان من هيئة علماء الأزهر، وله عمود بالجامع الأزهر موجود باسمه حتى الآن وكان حمدى غيث طالبا فى الدفعة الأولى فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وكان الأول على الدفعة، حيث سافر لتكملة دراسته بفرنسا وأسس حزب التجمع وأنجب ميادة موظفة بمجلس الشورى ومى تعيش بالخارج .
كما تخرج عبد الله غيث من معهد الفنون المسرحية، أيضا وأنجب نجله الأكبر الحسينى رئيس مضبطة مجلس الشعب سابقا، وأدهم موظف بمجلس الشورى وتوفى، وابنته عبلة التى توفيت العام الماضى.
وقالت مى رشدى غيث حفيدة الفنانين حمدى وعبد الله غيث، أنها تعلمت كثيرا من الفنانين رغم صغر سنها فقد تعلمت كيف تكون إنسانة وأتعامل مع من حولى بمبدأ التسامح والعفو، موضحة الفنان عبد الله كان قريب منها وكان يقضى معظم إجازاته بالقرية، وكثيرا ما حدثها عن ذكرياته الخاصة مع أصدقائه وشقاوته معهم وكم الألغاز الذى كان يفتعلها معهم، حيث كانت شغوفة جدا لسماع حكاياته وكنت تنتظر قدومه ودائمة السؤال عنه وعند وصوله أطلب منه ذلك وكان يبتسم لى ويقص حكاياته .
وذكرت أنه حكى لها عن طرفة لا تستطيع نسيانها وكثيرا ما يتحاكى بها عائلة غيث عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر قرية بجوار قريتنا لافتتاح مستشفى قرية بنى هلال وكان وقتها ماهرا فى الفروسية فامتطى فرسه وانطلق به بجوار موكب الرئيس عبد الناصر الذى مر من أمام قريتنا فى طريقه لافتتاح المستشفى وحاول الأمن منعه إلا أنه استطاع بمهاراته فى الفروسية إن يقترب من سيارة الرئيس المكشوفة وذلك بدون رضا الأمن لدرجة إن الرئيس عبد الناصر لاحظ ما يحدث وأعطى إشارة للأمن إن يتركوه وعندما اقترب من الرئيس وهو بسيارته المكشوفة مد الرئيس يده وأخذ العصا الذى يقود بها الحصان وظل جدى عبد الله غيث يمتطى فرسه أمام موكب الرئيس جمال عبد الناصر إلى إن وصل إلى قرية بنى هلال وأبلغه الرئيس جمال عبد الناصر إعجابه بشجاعته وأسلوبه الراقى فى المراوغة بفرسه والتعامل مع الأمن وكان ذلك سنة 1954.
وذكرت أنه وشقيقه الأكبر الفنان حمدى غيث كانا يحبون الفطير المشلتت والجبن القديمة الفلاحى والأكلات البلدى مثل المحشى والبط البلدى.
وأضاف خضير محمد غيث، إن الفنان عبد الله غيث بنا الفيلا على مساحة 10 أفدنة وكان يهوى تربية الخيول وكان له فرس اسمه أدهم اذا ركبه أحد غيره لابد من إن يلقيه من فوقه وفى النهاية أهداه إلى الفنان أحمد مظهر الذى امتدت صداقتهما إلى زمن طويل وكان الفنان أحمد مظهر دائم الزيارات وكانا يتبارى سويا فى الفروسية وكثيرا ما كان يحدث بينهما نزال وهم يركبان الخيل وسط جموع الأهالى أمام فيلا جدى عبد الله غيث .
وأوضح أنه كان يستضيف الفنان الراحل عبد الله غيث عدد من الفنانين منهم الفنانة شادية والفنان أحمد ماهر والفنان صلاح منصور والفنان نبيل الحلفاوى والفنان محمد توفيق والفنان أحمد مظهر وعدد آخر من الفنانين، مضيفا إن علاقته بالدول العربية كانت وطيدة وكان يسافر لعدد من الدول منها الكويت وبدأ يساعد شباب القرية الفقراء فى السفر إلى الكويت وعدد من الدول العربية والخليجية موضحا إن جده حمدى غيث كان له فضل كبير فى إنشاء مدرسة ابتدائية إعدادية بالقرية بعد إن أخلى قطعة أرض أملاك دولة وأنهى إجراءاتها وتم بناؤها .
وأضاف رمزى غيث أحد أبناء عمومة الفنانين الكبار أبناء عمومته كان لهما فضل كبير فى إدخال خدمات للقرية والقرى المجاورة فهم ساعدا فى إدخال الكهرباء القرية عام 1976 ومياه الشرب عام 1960، مضيفا إن حمدى غيث كان اكاديمى لأنه كان أستاذ فى المعهد العالى للفنون المسرحية ومدير بالمسرح القومى ومخرج مسرحى لكن عبد الله كان متفرغا للتمثيل.
وكان عبد الله غيث فارس حقيقى يركب الخيل وسمى بعدها بـ"فارس المسرح العربى" وكان شعبى جدا يجلس وسط الفلاحين ويأكل الخبز بعد تحميره على راكية النار ويسوى الشاى أيضا عليها وسط الفلاحين الأهالى، مؤكدا أنه يشعر بأسعد لحظات حياته وهو فى قريته وسط أهله وأقاربه .
وأضاف المهندس عادل أحمد غيث 65 سنة أنا أتذكر موقف يؤكد ويجيد حب أهالى المنطقة بجده عبد الله غيث وكان عمدة القرية وقتها عندما حدثت مشاجرة بسوق قرية شلشلمون وعندما أخبره الأهالى امتطى حصانه فورا وخرج وسط عدد من أهالى القرية وراءه وعندما وصل إلى مكان المشاجرة توقف الأهالى عن الشجار وتحول الأهالى الموجودين إلى الاحتفال بعبد الله غيث ونسوا المشاجرة .
والموقف الآخر كانت انتخابات مجلس الشعب عام 1990 وكان رمزى غيث ابن شقيق عبد الله غيث مرشح وذهب معه إلى كنيسة منيا القمح وتحدث جدى عبد الله غيث إلى الأهالى فتحول كل المتواجدين بالكنيسة مؤيدين له ولابن شقيقه، حيث كان يحظى بحب كبير لأنه كان بارا بأهله وكان يقدم شهريا معونات لبعض الأسر الفقيرة بالقرية وقبل وفاته أعطى أسماءهم لنجله للتواصل معهم، مضيفا أنه كان يرتدى العبايات البلدى وكان يجلس فى حديقة الفيلا ويجمع المزارعين ويقوم هو وشقيقه حمدى غيث بالتمثيل بمشاركة أهالى القرية وأن حمدى غيث، كان يهوى لعب كرة القدم وكان يقوم بتنظيم الدورات الرياضية، ويتكفل بالهدايا والدروع وملابس الفرق.