لم يتوقع أهله أن يصبح بعد سنوات قليلة نجم صاحب هيبة وحضور طاغي، تعلقه بالمسرح والسينما جعل منه "غول فني" من الطراز الأول.. سعى ليترك بصمة مميزة في الوسط الفني، حفر اسمه في وجدان جمهوره ومحبيه من خلال أعماله الهادفة التي توجه رسالة يصل مغزاها من حنجرته الجبلية ونبرة صوته التي ساعدته في التمييز.

ولد محمود حمدي الحسيني غيث الشهير بـ"حمدي غيث" ونشأ في شلشلون التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية في 7 يناير عام 1924، تخرج من كلية الحقوق وبعدها التحق بالمعهد العالي للتمثيل، وتخرج وكان ومن ضمن أول الطلبة والخريجين، ولم يتوقف عند هذا المستوى بل واصل دراسته للتمثيل في باريس بفرنسا.

بدأ العمل الفني في منتصف الخمسينات من خلال فيلم "صراع في الوادي" للفنانة فاتن حمامة والنجم العالمي عمر الشريف، وبعدها قدم للسينما مجموعة أفلام حققت نجاحا ملموسا منها "الناصر صلاح الدين"، "أرض الخوف"، "بنات الليل"، "الرسالة"، "فجر يوم جديد"، "إسماعيلية رايح جاي"، "الحكم آخر الجلسة" و"صراع العشاق".

تميزه في أداء شخصيتي "ريتشارد قلب الأسد" ضمن أحداث فيلم "الناصر صلاح الدين"، و"أبو سفيان" في فيلم "الرسالة"، ساعد في وضع اسمه ضمن الصفوف الأولى لأفضل الفنانين الذين أجادوا التحدث باللغة العربية، حيث كان يمتلك صوتا قويا فضلا عن النطق والأداء السليم لمخارج الكلمات.

"لا إله إلا الله"، "محمد رسول الله"، "الفتوحات الإسلامية"، "المال والبنون"، "ذئاب الجبل"، "بوابة المتولي"، "زيزينيا"، "نحن لا نزرع الشوك" و"السيرة الهلالية".. هكذا بدأ أعماله في الدراما التليفزيونية منذ حقبة الستينات، وكانت معظم أعماله تنتمي للأعمال الدينية والتاريخية منها.

حصل على شهادة تقدير في عيد الفن عام 1978 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية للفنون في لجنة الثقافة الجماهيرية والمسرح.

توفي يوم الثلاثاء، 7 مارس، عام 2006 بمستشفى عين شمس التخصصي عن عمرٍ ناهز الـ 82 عاما بعد إصابته بفشل كلوي، والتهاب رئوي حاد، وعدم انتظام ضربات القلب.

اقرأ أيضًا..

فيديو| الغيطي عن اتهام شقيق حمدي غيث في "رشوة": "جبت العار لعائلتك"

عبد الله غيث.. قالوا علينا ديابة