طرزان السيرك القومى.. العشق المرعب بين مدحت كوته والأسود
يتمتع السيرك القومى بالعديد من العروض المختلفة التى تجذب الجمهور، أخطرها عرض ترويض الحيوانات المفترسة الذى يقوم به مدرب الأسود مدحت كوته، اليوم السابع شاركهم إحدى حفلاته، والتى تميزت بالمتعة والإثارة.
يشير كوتة للحيوان المفترس بأمر فيلبى على الفور، يطعم اللحم من فمه لفم الحيوان المفترس فيتناوله منه بمنتهى الهدوء ويعود مكانه، بل أكثر من ذلك يُقبل الأسد في فمه ويعطيه أمر بأن يستلقى على الأرض فينام بجواره ويحتضنه.
"مدحت كوته"رجل بقلب ميت، تجده يشير للحيوان المفترس بأمر فيلبي على الفور، يطعم اللحم من فمه لفم الحيوان المفترس فيتناوله منه بمنتهى الهدوء ويعود مكانه، بل أكثر من ذلك يُقبل الأسد في فمه ويعطيه أمر بالنوم بل وينام بجواره
"لازم الخوف يتواجد من يقول غير ذلك يكذب ولا يسمى مدرب" جملة تزيد الحيرة قالها مدحت كوته لـ"اليوم السابع" وتابع: ورثت عشق تدريب الحيوانات المفترسة من أمى وأجدادى؛ فأنا ابن عائلة الحلو جدى من أمى "محمد الحلو الكبير" الذى أسس السرك القومى المصرى وكانت له اليد الأولى في فقرة الحيوانات المفترسة، وأمى "محاسن الحلو" الملقبة بالمرأة الحديدة أول سيدة عربية تدرب الحيوانات المفترسة في مصر والشرق الأوسط، أخواتها جميعهم مدربين أسود "محمد وإبراهيم وعصام الحلو" وأبنائهم عشقوا "المنيش"وتدريب الأسود أمثال" فاتن وأنوسة ونوسة و لوبا الحلو" و" ممدوح الحلو، حمادة كوته" وغيرهم من أبناء الحلو الذين ورثوا تدريب الحيوانات المفترسة.
وعن علاقته بأمه يقول "كوته": علاقتى بها كانت قوية جدًا فأنا كنت ابنها الوحيد وأخيها وصديقها والسائق والمساعد الخاص بها أثناء العرض، تعلمت منها كل أسرار المهنة وعشقت الأسود منذ صغرى، فكانت أمى تأخذ الأسود الوليدة للبيت لتهتم بها بنفسها، لذلك كبرت ولم أشعر بالخوف، إلا يوم وفاتها شعرت بالوحدة الشديدة أتذكر يومها كان هناك عرض"ماتينه"للأطفال وجاءني خبر الوفاة قبل دخولي الفقرة مباشرة، كُدت أن يُغشى علي لكنى تملكت من نفسي وأنهيت العرض وابتسامتى على وجهى لأن جمهورى في هذا العرض كان من نوع خاص لا يجب أن يشعر بما داخلى من آلام، إنهم أطفال لا ذنب لهم.
ويكمل "كوته" حديثه لـ"اليوم السابع": لمدرب الأسود مواصفات خاصة يتمتع بها مثل الذكاء وقوة الشخصية ولابد أن يكون لديه صبر وطولت بال، فالمدرب هو أسلوب المعلومة التى يتلقاها الحيوان، كما أن الحيوانات طباعهم مختلفة مثل اللإنسان قد تجد الرزين العاقل وأخر أهوج "روش" وهناك الزعيم الذى يعشق قيادة الفريق، وغيره المكار الذى يتعمد أن يفسد العرض ولا يؤدى مهمته لأنه يعرف جيدًا أنه أمام الجمهور؛ فهذا يجب أن يعاقب بأن أعطى من أدى مهمته على الوجه الأمثل قطعة من اللحم أمامه تحفيز واحرمه منها، ورغم ذلك فأنا أعشق حيواناتى جدًا، أتابع يومهم من الصباح أطعمهم بنفسي وأعطيهم الفيتامينات الخاصة بهم فهم عائلتي وأفتخر بذلك، أحيانًا كثيرة أجلس بجانبهم وأفضفض في الحديث فهم يسمعونى ويشعرون بى.
بين الاهتمام بالأسود في الصباح وتقديم العرض في المساء ساعة يعيش فيها "مدحت كوته" مع نفسه استعدادًا للقائه اليومى مع الجمهور، فيرتدى ملابسه ويتفقد أسوده ثم يجلس بمفرده في حوار مع ربه يقرأ القرآن الكريم وحين تطفئ الأنوار ويسمع صوت المذيع ينطق اسمه يلقى الشهادة ويدخل "المنيش" ثم تضيء الأنوار لنجد داخل أسوار حلبة السرك" نمر وخمس أسود ورجل بقلب ميت" يأمر الأسود فيطاع .
" السوكسيه" تصفيق الجمهور تلك النغمة التى يصدرها الجمهور تحية للفنان يقول عنها "كوته": أنها أكبر حافز لى تهبنى طاقة قوية من خلالها أقدم أجمل وأبدع ما عندى، ولكن البعض منهم لديه بعض الحماقات كالموقف الذى حدث لى في مدينة الإسماعيلية، كنت في حفل هناك وأثناء العرض فتحت فم الأسد لأضع رأسي بين فكيه كـ"شو " أسعد به الجمهور، ولكن كان هناك أحدهم ألقى على الأسد شيء ما أفزعه، ولولا الله ثم تداركى الأمر كنت في خبر أخر .
حلم واحد يراوده منذ فترة وخاصة بعد أن تعرض لحادثه الأخير هجوم أحد الأسود عليه أثناء العرض وأمام الجمهور، يقول كوتا: حدثت لى حوادث كثيرة لكن الحادث الأخير شعرت فيه بالخوف أكثر من أى حادث سابق، لماذا؟ لا أعرف ولكن هناك حُلم واحد يراودنى في منامى سواء كان نوم الثبات أو اليقظة، فإنى أرى الأسد "جورج" يهاجمنى ليأكلنى حتى أفيق من نومى مفزوع، وهذا يخوفنى كثيرًا لأن أحلامى تتحقق.
ما الحلم الذى يتمناه "مدحت كوته "وينتظره في كل لحظة هو عودة السرك القومى للعالمية كما كان من قبل، يقول كوته: أحب السرك القومى فهو كل ما أملك من ذكريات جميلة جمعت بينى وبين عائلتي من الأجداد إلى الأحفاد، أشعر أنه الآن يضيع ويسقط في الهواية، أتمنى أن تعيد وزارة الثقافة رؤيتها للسرك القومى بيتى وبيت عائلتى .