شبكة العناكب.. كيف تدير لجان الإخوان حرب الشائعات؟
لم تكن تصريحات الرئيس السيسي عن حرب الشائعات التي تتعرض لها مصر حديثا عبثيا أو كلمات مكررة، بل مثلت إعلانا رسميا عن مدى خطورة المؤامرة التي يتعرض لها المجتمع من قبل لجان جماعة الإخوان الإلكترونية وداعمي مخططات الفوضى.
فشل الإخوان
أدرك تنظيم الإخوان وفقا لمعطيات الواقع أن الشعب المصري رافض تماما لأي وجود لهم على الساحة، وأن مخططات العمل المسلح التي استهدفت إرباك الحكومة وتشتيت الأجهزة الأمنية، لإيهام الرآى العام المحلي والدولي بوجود اقتتال أهلي «فشلت» بفضل جهود مكافحة الإرهاب.
وفقا للتقارير الأمنية المقدمة للجهات القضائية مطلع العام الجاري، بشأن نتائج تتبع المضطلعين في المخططات العدائية، ورصد نشاط عناصر الإخوان المرتبطة بالقيادات الهاربة خارج البلاد، تبين وجود تغيير في استراتيجة التنظيم بعد تفكيك جناحه المسلح حركتي حسم ولواء الثورة، تمثلت في الاعتماد بشكل كلي على ثلاث لجان تقود ما أسموه بـ«الحراك الثوري».
كيف يدير الإخوان حرب الشائعات؟
وكشفت تقارير أمنية أن قيادات التنظيم المقيمة في دولة تركيا، اتفقت على أهداف ثانوية تحقق هدف الإخوان الأساسي المتمثل في إشعال الفوضى تمهيدا للاستيلاء على السلطة، تبدأ بخلق «مناخ تشاؤمي» يؤهل الرآي العام لتقبل أي شائعات حول الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، وتمرير معلومات خاطئة تمس فئات معينة في المجتمع المصري للضغط على الحكومة ومؤسسات الدولة وإرباكها لتعطيل المشروعات التنموية الكبرى.
اللجنة الإعلامية
وبحسب المعلومات الموثقة في محاضر اعترافات بعض العناصر الإرهابية التي سقطت في قبضة الأمن، تعتمد الاستراتيجية الجديدة على اللجنة الإعلامية كـ«رأس حربة» في تنفيذ مخطط التنظيم العدائي، عن طريق استخدام العاملين في قنوات الشرق والجزيرة القطرية ومكملين وتيلفزيون وطن، لبث الشائعات ضد أجهزة الدولة وإثارة الرآي العام بالأخبار الكاذبة.
وكان الضابط بقطاع الأمن الوطني الرائد «أحمد.س» قدم تقريرا رسميا للجهات القضائية نهاية العام الماضي، رصد فيه معلومات خطيرة حول مخطط التنظيم العدائية لاستقبال العام الحالي 2019، كشفت عن استخدام 26 شخصية من أعضاء اللجنة الإعلامية في حرب الشائعات التي انطلقت يناير الماضي، وهم كل من: معتز مطر، ومحمد ناصر، وحمزة زوبع، وهيثم أبو خليل، ووجدي غنيم، وأسامة جاويش، وسلامة عبد القوي، ومحمد القدوسي، وأيمن عزام.
مروجو الشاعات
بالإضافة إلى كلا من صابر عبد اللطيف عبد المقصود علي، وياسر عبد الحليم أحمد عبد الحفيظ، وقطب عبد الرحمن جاد قطب، وأحمد محمود عبد الحافظ أحمد، وأحمد عبد الرحمن علي حسن، ومحمد أسامة محمد العقيد، وخالد محمود طه عبد العزيز.
ومحمود شوبك عبد السلام محمد علي، ورأفت علي السباعي البطاط، ومختار محمد عطوة علي متولي، وصفي أبو زيد عاشور، وهاني إبراهيم سيد بيبرس، وسالم عادل سالم المحروقي، وياسر محمد محمود خربوش، ومحمد عثمان ماهر محمد عقل، ورضا فهمي محمد خليل حسين، ووليد محمد عبد العظيم خطاب.
الشبكات السرية (عناكب 2019)
انقسم عمل أعضاء اللجنة الإعلامية إلى مسارين أولهما نشر الشائعات عبر القنوات الفضائية وترويج الأخبار الكاذبة ضد النظام الحاكم في مصر، والثاني تجنيد بعض العناصر بهدف ضمهم لشبكة عنكبوتية يرتبط أعضائها ببعض عبر الصفحات والمجموعات السرية على مواقع التواصل الاجتماعي، المعروفة إعلاميا بـ«اللجان الإلكترونية»، واستقطاب عدد من الصحفيين المتواجدين داخل مصر الغير مرصودين أمنيا، لمساعدتهم في صناعة المواد الإعلامية المفبركة.
الوثائق الأمنية كشفت أن «شبكة العناكب» أصبحت لجنة منفردة داخل تنظيم الإخوان، يشرف عليها قيادات اللجنة الإعلامية التي تساعدهم بعرض المحتوى المفبرك على قنوات التنظيم، ومن ثم يتلقاها عناصر اللجان الإلكترونية لترويجها على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر وفيس بوك.
كيف تعمل شبكة الشائعات الإخوانية؟
شبكة العنكبوت الإخونية تنقسم إلى قسمين مرتبطين ببعضهما عبر الإنترنت، وتطبيقات الاتصال الحديثة، الأول شبكة دولية تعمل وتخطط من خارج البلاد، وتضم العاملين في شبكة رصد، وموقع الجزيرة نت، وموقع ميدان، وعربي بوست، وعربي 21 وميدان.
يقوم عمل هذه الشبكة على تبادل المعلومات والبيانات مع بعضهما وفقا لتكليفات قيادات التنظيم، والتنسيق فيما بينهم بشأن صناعة المحتوى المكتوب والمرئي والمسموع المقرر بثه عبر المنصات التابعة لهذه الشبكات، والتركيز على أي أحداث يشهدها الشارع المصري بهدف توجيهها للتأثير في الرآي العام وتغيير أفكاره، ومن ثم تحميل الحكومة والنظام الحاكم المسئولية عنها، عبر اقتطاع أحاديث المسئولين من سياقها لصناعة محتوى إعلامي مرئي يسيء للدولة بأكملها.
اللجان الإلكترونية
القسم الثاني من شبكة العنكبوت يضم أعضاء اللجان الإلكترونية المتواجدين في مصر، المكلفون بعدة مهام أولها مشاركة المحتوى الإعلامي الذي تبثه منصات التنظيم من خارج مصر، والتعليق على الأحداث عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمعلومات وبيانات كاذبة تهدف تشويه مؤسسات الدولة المصرية وخلق رآي عام ساخط على النظام الحاكم، ونشر الشائعات التي تستهدف خلق مناخ تشاؤمي يسهل مهمتهم في نشر وترويج الأكاذيب.
تعمل اللجان الإلكترونية التابعة لتنظيم الإخوان داخل مصر عن طريق ربطها بقيادات اللجنة الإعلامية في مجموعات سرية على مواقع التواصل الاجتماعي، يتلقون عليها التعليمات بشأن الحملات المقرر توجيهها ضد مؤسسات الدولة المصرية، والتكليفات الخاصة بتشويه خطوات الإصلاح الاقتصادي.
أنشأت اللجان الإلكترونية آلاف الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بعضها يظهر لأول وهلة متخصص في شؤون غير سياسية، والبعض الأخر كمنصات إخبارية غير موجهة، ومجموعات وهمية تحت مزاعم الخدمة المجتمعية، ثم يستخدمونها في ترويج الأكاذيب حال وقوع حادث، ومشاركة المحتوى الإعلامي الذي صنعه أعضاء الشبكة الدولية لتوجيه الرآي العام، وحادث قطار محطة مصر خير شاهد على الصفحات الوهمية التي نشرت الأكاذيب والمقاطع المفبركة.
لجنة المهنيين
اللجنة الثالثة المشاركة في مخطط خلق المناخ التشاؤمي، وتوجيه الرآي العام ضد النظام الحاكم ومؤسسات الدولة، تضم في عضويتها العاملين في الوزرات والهيئات الحكومية، ويقع على عاتقهم مهمة ترويج الشائعات وسط موظفي الحكومة، وتحريض المواطنين المتعاملين معهم بحكم مواقعهم الوظيفية على النظام ببث الأخبار الكاذبة.