إمارة الاختراقات.. قطر تواجه تهمة جديدة باختراق "ايميل" سياسي أمريكي
أقام أحد كبار ممولي الحزب الجمهوري وزوجته دعوى قضائية ضد حكومة قطر وإحدى شركات العلاقات العامة التي تروّج لمواقف الإمارة الخليجية بهدف تحسين صورتها أمام الرأي العام الأمريكي، يوم الإثنين، متهما إياهم باختراق حسابات البريد الإلكتروني الخاصة به وتوزيع رسائل البريد الإلكتروني المسروقة على منظمات إعلامية مختلفة.
يبدو أن رسائل البريد الإلكتروني المسربة بشكل انتقائي تُظهر إليوت برويدي، والذي يعد أحد قيادات الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة بالإضافة إلى كونه الممول الأكبر لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتخابية، باعتباره أحد المؤثرين على قرارات السياسة الخارجية الأمريكية مستغلا علاقاته العميقة مع قطاع كبير من المسؤولين في إدارة ترامب، وذلك لتعزيز آفاق أعمال شركته.
واتهم" برويدي" في الدعوى التي أقامها أمام المحكمة الجزئية الأمريكية في لوس أنجليس، قطر ووكلاء لها باختراق حسابات البريد الإلكتروني التي تخصه هو وزوجته وتقديم الوثائق المسروقة، عبر أعضاء جماعات الضغط في الولايات المتحدة، إلى وسائل الإعلام بهدف نشر تقارير تنال منه.
وتقول الدعوى القضائية التي تطالب بتعويضات غير محددة إن بعض المعلومات المسربة جرى التلاعب بها، موضحا في بيان ”نعتقد أن الأدلة واضحة بأن هناك دولة تشن حملة تشويه مدبرة جيدا ضدي من أجل إسكاتي“.
ولعل الدعوى القضائية التي تواجهها الإمارة الخليجية تضفي بعدا جديدا للأزمة الدبلوماسية في منطقة الخليج حيث قررت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية تماما مع قطر منذ شهر يونيو الماضي، وذلك إثر إصرار الإمارة الخليجية على دعم التنظيمات المتطرفة وكذلك زعزعة أمن واستقرار الدول العربية لصالح قوى دولية وإقليمية غير عربية، وعلى رأسها إيران.
كان رجل الأعمال الأمريكي قد بعث برسالة مفتوحة إلى سفير قطر لدى الولايات المتحدة مشعل بن حمد آل ثاني، متهما من أسماهم بالعملاء داخل وخارج الولايات المتحدة باستهداف المواطنين الأمريكيين من خلال تنفيذ عمليات استخباراتية ضد المصالح الأمريكية.
وأضاف "برويدي"، في رسالته، أن "تصرفات حكومتكم ضد المواطنين الأمريكيين ستهدد بالتأكيد علاقات بلادكم مع الولايات المتحدة في وقت سياسي حساس ومكلف".
وعلى الرغم من البيان الذي أصدرته حكومة قطر لنفي تورطها في عملية الاختراق الإليكتروني، إلا أن التاريخ ربما يبقى شاهدا على استخدام قطر لسلاح القرصنة سواء دفاعا أو هجوما، وهو الأمر الذي بدا واضحا في النفي الصادر من قبل تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر للتصريحات المنسوبة لأمير قطر تميم بن حمد، والذي أكد خلالها عن عمق العلاقات مع طهران بالإضافة كذلك للاساءه لدول الجوار.
ولكن المواقف السابقة لقطر لا تقتصر على مجرد التذرع باختراقها للدفاع عن مواقفها، حيث كان الاختراق هجوميا من قبل، حيث أقدمت الإمارة الخليجية على اختراق الحساب الرسمي لـ"حساب المواطن"، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وهو الأمر الذي أثار حالة واسعة من الجدل في المجتمع الخليجي.