بعد تصريحاته النووية.. ما هي رسالة محمد بن سلمان إلى أمريكا وإيران؟
يبدو أن التصريحات التي أدلى بها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، لشبكة "سي بي إس" الأمريكية، حول رغبة المملكة في الحصول على سلاح نووي في المرحلة المقبلة تركت ردود فعل كبيرة، خاصة وأن التصريح حمل عدة رسائل واضحة، تدور في مجملها أن الحكومة السعودية لن تبقى صامتة تجاه أي محاولة تهديد قد تواجهها في المرحلة المقبلة.
كان ولي العهد السعودي قد أكد، في تصريح له لبرنامج "60 دقيقة"، أن المملكة العربية السعودية سوف تطور سلاحا نوويا إذا ما أقدمت إيران واتخذت مثل هذه الخطوة، مؤكدا في الوقت نفسه أن السعودية لا تسعى بأي حال من الأحوال للحصول على سلاح نووي.
سياسة شفافة
تأتي تصريحات الأمير الشاب في الوقت الذي حاولت في العديد من المنابر الإعلامية الغربية للتشكيك في نوايا السعودية في ظل توجهها نحو اقتحام عالم الطاقة النووية، حيث سعت العديد من الأقلام الأمريكية نحو تحذير إدارة ترامب من مغبة التعاون النووي مع السعودية.
رسالة محمد بن سلمان كانت واضحة بأن السعودية لا تريد الحصول على السلاح النووي، بينما تسعى للطاقة النووية للأغراض السلمية، موضحا في الوقت نفسه أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تدفع المملكة لتغيير نهجها في هذا الإطار هي حصول إيران على السلاح النووي.
تحذير لطهران
على الجانب الآخر، تأتي تصريحات محمد بن سلمان لتحمل تحذيرا واضحا لإيران بأن المملكة لا يمكنها الوقوف صامتة تجاه أي محاولة لانتهاك أمنها أو تهديده، وبالتالي فهي مستعدة للحصول على السلاح النووي إذا ما أقدمت إيران على هذه الخطوة الذي تراها السعودية تهديدا مباشرا لها.
قلق أمريكي سعودي
لم تقتصر الرسالة التي قدمها محمد بن سلمان من كلماته المقتضبة على مجرد تحذير طهران، وإنما كانت تهدف كذلك إلى مخاطبة الإدارة الأمريكية، حيث تحمل كلمات ولي العهد السعودي رسالة أخرى للرئيس دونالد ترامب، مفادها أن الحكومة السعودية تشاركه القلق تجاه النوايا النووية لطهران، وهو الأمر الذي أعرب عنه الرئيس الأمريكي مرارا وتكرارا ودفعه إلى التهديد أكثر من مرة من احتمالات انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي عقدته القوى الدولية الكبرى مع إيران في يوليو 2015 برعاية إدارة أوباما.