نفسها تزور الأهرامات.. أمريكي يبيع شطائر الجبن ويجمع تبرعات لتحقيق حلم والدته الأخير
وتبدأ الأسرة رحلتها إلى القاهرة يوم 7 مايو الجاري وتستمر لمدة أسبوع بعد جمع أموالها، ويقول فيتال: "أنتظر رؤية ابتسامتها عندما ترى الأهرامات لأول مرة، وآمل أن توفر لنا هذه العطلة ذكريات تبقى معنا إلى الأبد"، وفقًا لموقع قناة cbs الأمريكية.
وسيقضون الليالي الثلاث الأولى في فندق بجوار الأهرامات في الجيزة، كما نظمت لهم شركة سياحية إقامة في منتجع على البحر الأحمر لمدة يومين آخرين، وسيقومون بقضاء باقي الوقت في القاهرة.
ويقول فيتال إن والدته متحمسة جدًا للرحلة، ولكنها كانت قلقة في البداية لأنها ستكون على متن طائرة لمدة 11 ساعة، معرباً عن أمله في أن تمر الرحلة بسلام دون أن تشعر بأي آلام أثناء وجودها في مصر.
وفي فبراير الماضي بدأ فيتال في بيع أصابع الجبن، حيث يجتمع هو وزوجته وعدد قليل من أفراد عائلته يومي السبت والأحد من كل أسبوع لإعدادها، ثم يأتي الناس بجوار منزله للشراء، وقد تمكنوا، في اليوم الأول فقط، من بيع 94 وجبة وجمع 2000 دولار بما في ذلك بعض التبرعات التي تلقاها، وكان هدفه الأصلي هو جمع 4800 دولار أمريكي.
ويقول فيتال إن ثمن الوجبة الواحدة التي تقدم مع البطاطس المقلية 15 دولارًا، مشيرًا إلى أن الجزء المخصص لجمع الأموال ليس كبيرًا، وذلك لأن تكلفة الوجبة تبلغ حوالي 10 دولارات، ولذا فإنه يعتمد "على كرم الناس في التبرع".
وتمكن فيتال من بيع 1500 وجبة في خلال 16 يومًا، وجمع حتى الآن ما يقرب من 19800 دولار من هدفه الجديد البالغ 23 ألف دولار، وهو المبلغ اللازم لتغطية نفقات تذاكر الرحلة الجوية والإقامة في الفنادق، والانتقالات، والتأشيرات، واختبارات كورونا، لجميع أفراد الأسرة البالغ عددهم 14 الذين يذهبون في الرحلة، وذلك لأن والدته أرادت وجود جميع أفراد الأسرة معها.
وأشار فيتال، الذي يعمل مدرس في إحدى المدارس الحكومية الأمريكية، إلى أن فكرة بيع شرائح اللحم بالجبن طرأت في يوم عيد الميلاد الماضي حينما كانت الأسرة تتناولها على العشاء، حيث فكر في بيعها لجمع الأموال من أجل توفير رحلة لوالدته للقاهرة، والتي قال إنها "حلمها الأخير في الحياة".
وكتب فيتال مقالا نشر في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، قال فيه إن والدته قد نشأت في أسرة منخفضة الدخل، ولم يكن لديها الكثير من المال عندما تزوجت، وظلت تعمل طوال حياتها حتى إنها لم تكن تحصل على أي إجازات، ولم تغادر الولايات المتحدة مطلقًا، لكنها لطالما كانت تحب مصر وتستمتع برؤيتها في فيلم "الوصايا العشر"، وظلت دائماً رحلة القاهرة على رأس قائمة أمنياتها.
وأضاف: "بدأت أمي تعاني من آلام شديدة في يوليو 2020، لكنها لم تخبر أحدًا، ولكن ظلت الآلام مستمرة إلى درجة أصبح فيها الأمر لا يُحتمل، وفي أغسطس اضطررنا إلى نقلها إلى المستشفى، وبمجرد أن خضعت للاختبار علمنا بأنها مصابة بالسرطان، وللأسف كانت في المرحلة الرابعة غير القابلة للعلاج، وأكد لي الأطباء أن أمي أمامها عامين على الأكثر في الحياة".
واختتم فيتال مقاله قائلاً: "آمل أن تقدم لنا هذه العطلة ذكريات يمكننا الاحتفاظ بها إلى الأبد، فأنا أرى هذه الرحلة باعتبارها هدية لي أيضاً، فهذه اللحظات وهذا الوقت الثمين معها هو ما سأتذكره إلى الأبد، وأنتظر رؤيتها تبتسم عندما ترى الأهرامات لأول مرة، فهذا هو ما كان يحفزني للمضي قدماً في إجراءات السفر، فهذه هي المرأة التي أعطتني الحياة، والآن يمكنني أن أمنحها القليل من الحياة التي لطالما أرادتها".