الأطباء نسوه.. قصة احتراق رضيع عمره "3 أيام" داخل "حضانة" مستشفى الوراق
لم يكن يعلم "جرجس عزمي شحاته" أن فرحته بمولوده الجديد "أبانوب"، لن تزيد عن 3 أيام، ليراه بعدها جثه محترقة بالكامل داخل حضانة مستشفى الوراق المركزي، بسبب إهمال الأطباء والممرضة المسؤولة عن حالته.
دخل الطفل المستشفى وعمره 3 أيام، لمعاناته من ارتفاع نسبة الصفراء بالدم، وكان يحتاج إلى علاج ضوئي، فتم وضعه داخل كبسولة العلاج الضوئي "الحضانة"، على أن يظل بها لمدة 6 ساعات، حيث تم تدوين دخوله بها الساعة السابعة مساء، وخروجه منها الواحدة بعد منتصف الليل.
مرت الساعات الستة على الطفل داخل "الحضانة" وجاءت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بعد الساعة الواحدة صباحا،ً وتم ترك الطفل دون متابعة ودون إخراجه في الوقت المحدد له حتى احترق جسده بالكامل، وتوفي في الحال.
إهمال الأطباء المسؤولين لم يتوقف عند وفاة الطفل، بل حاولوا التستر على الجريمة، بإعداد تقرير طبي مزور متضمن أن سبب الوفاة هو هبوط حاد بالدورة الدموية
تحقيقات النيابة العامة والنيابة الإدارية، كشفت عن أن جثة الطفل بها حروق من الدرجات الثلاث بنسبة 50% بمناطق البطن والصدر والجانب الأيسر والقدمين وخلف الرقبة وأعلى الظهر واليدين، وتبين أن الوفاة حدثت في تمام الساعة الثالثة والنصف صباحاً.
إهمال الأطباء المسؤولين لم يتوقف عند وفاة الطفل، بل حاولوا التستر على الجريمة، بإعداد تقرير طبي مزور متضمن أن سبب الوفاة هو هبوط حاد بالدورة الدموية، نتيجة تضخم شديد بعضلة القلب وحساسية شديدة بالجلد، لكن الأب قرر الإبلاغ فتم التحقيق في الواقعة لتتكشف الحقيقة.
التحقيقات كشفت كذلك عن وجود قصور شديد من قبل الأطباء، وأفراد طاقم التمريض، في متابعة التطورات التي حدثت للطفل الرضيع والتي سببت له الاحتراق، وثبت وجود إهمال في متابعة الحالة، وأن التدخل لإنقاذ الطفل لم يتم في الوقت المناسب، حيث أن المتبع عند دخول الأطفال قسم الحضانات هي تجهيز الطفل وضرورة تحميمه، ووضع غطاء للعين، والأعضاء التناسلية، وتقوم الممرضة بأخذ المقاسات، وقياس العلامات الحيوية، وإرضاع الطفل ثم وضع الطفل داخل الكبسولة الضوئية، وتوصيلها بجهاز المراقبة "Monitor" لمتابعة العلامات الحيوية من انتظام النبض، ومعدل التنفس، ونسبة تركيز الأكسجين بالدم، كما أنه يجب قياس العلامات الحيوية كل ثلاث ساعات الأمر الذي لم يتم في حالة ذلك الطفل.
وفي بيان لها، أعلنت النيابة الإدارية بإحالة 6 متهمين بمستشفى الوراق المركزي للمحاكمة العاجلة، وهم الطبيبان المقيمان بقسم الأطفال المبتسرين بمستشفى الوراق المركزي، ورئيس قسم الأطفال المبتسرين بمستشفى الوراق المركزي، ومدير مستشفى الوراق المركزي، ومدير مديرية الصحة بمحافظة الجيزة سابقاً، والممرضة بقسم التمريض ومشرفة قسم التمريض بالفترة المسائية بمستشفى الوراق المركزي.