بسبب البريكست.. صناعة السيارات في بريطانيا تدخل النفق المظلم
يبدو أن صناعة السيارات في بريطانيا ستواجه مصيرا مظلما، بسبب اتجاه المملكة نحو التخارج من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف باسم "البريكست".
وقالت رابطة مصنعي وموزعي السيارات البريطانية، أن إنتاج المركبات انخفض 9% العام الماضي، في أكبر تراجع منذ ركود 2008-2009، وأن الاستثمارات في ذلك القطاع هبطت إلى النصف تقريباً، بسبب مخاوف الخروج من الاتحاد الأوروبي "البريكست".
وأشارت الرابطة إلى تراجع مبيعات قطاع السيارات وإنفاق شركاته وإنتاجيته منذ عام 2016، الذي أُجري فيه استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد أن كان يوماً ما يحقق نمواً سريعاً ويعمل به نحو 85 ألف موظف في بريطانيا، ويشيد به الساسة باعتباره قصة نجاح نادرة في مجال الصناعة.
وقالت الرابطة وفق ما نشرته وكالة "رويترز"، إن أحجام المبيعات تضررت أيضاً من الحملة الحكومية على السيارات التي تعمل بوقود الديزل وتشديد قواعد الانبعاثات، وهو الأمر الذي أثّر في المعروض، فضلاً عن تباطؤ النمو بالصين، السوق الأول للسيارات في العالم.
ومن المقرر أن تغادر بريطانيا، خامسُ أكبر اقتصاد بالعالم، الاتحادَ الأوروبي، أكبر تكتل تجاري عالمي، دون اتفاق، في 29 مارس؛ بعدما رفض النواب خطة الخروج التي توصلت إليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع زعماء الاتحاد، وهو ما أثار مخاوف من حدوث اضطرابات كبيرة.
وقال مايك هاويس الرئيس التنفيذي لرابطة منتجي وموزعي السيارات: "عدم اليقين بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ألحق بالفعل ضرراً بالغاً بالإنتاج والاستثمار والوظائف"، داعياً الحكومة إلى تجنب الخروج دون اتفاق.
ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج 3% مرة أخرى هذا العام، بناء على مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.
وعلى صعيد الشركات، حذرت شركة "فورد موتور" من عواقب وخيمة لمصانعها في بريطانيا التي توظف أكثر من 7 آلاف شخص في حال فشل التوصل لصفقة بشأن انفصال بريطانيا عند الاتحاد الأوروبي.
وقالت الشركة الأمريكية في بيان حديث، إن الخروج الصعب لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون كارثياً بالنسبة لصناعة السيارات بالمملكة المتحدة ومرافق الإنتاج الخاصة بالشركة.
وأضافت شركة صناعة السيارات الأمريكية: "لطالما طالبنا الحكومة والبرلمان في المملكة المتحدة على العمل سوياً لتجنب مغادرة البلاد الاتحاد الأوروبي بدون صفقة".
وأشارت "فورد" إلى أنها سوف نتخذ أي إجراء ضروري للحفاظ على القدرة التنافسية لأعمالها الأوروبية.
أما شركة هوندا، فأعلنت اليوم عن قرارها بإغلاق مصنعها داخل بريطانيا، وهو القرار الذي سيتم تنفيذه بحلول عام 2022.
ووفقا للخبراء، فإن إغلاق المصنع يعني فقدان 3500 موظف لعملهم داخل المصنع، الذي يقع بمنطقة سويندون.
وأنتجت هوندا ما يزيد قليلا عن 160 ألف سيارة في مصنعها البريطاني العام الماضي، حيث تصنع طرازي سيفيك وسي.في-آر، بما يمثل ما يزيد قليلا عن 10% من إجمالي إنتاج بريطانيا البالغ 1.52 مليون سيارة.