فيديو البغدادى "شفرة" لتنفيذ هجمات بدول الشرق الأوسط وأوروبا
أثار ظهور زعيم تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، لأول مرة بعد إختفاء خمس سنوات ردود أفعال واسعة وسط تحليلات حول سر ظهورة في هذا التوقيت، ودفع جهاز الإستخبارات التركي به لتقوية التنظيم من جهة، وتنفيذ هجمات في سوريا والعراق وليبيا من جهة أخري، وإيفاد طلائع من داعش إلي ليبيا كدعم لعناصر التنظيم بطرابلس، وأيضاً لتنشيط خلية التماسيح والإشراف علي تنفيذ هجمات ببعض الدول الأوروبية.
واجمع المحلون الأمنيون علي أن ظهور البغدادي بمثابة "شفرة" و"ساعة صفر" إلي عناصر تنظيم داعش بتنفيذ هجمات متتالية، واستندوا في هذا التفسير إلي السلاح الذي تعمد البغدادي إظهاره بجواره في رسالة واضحة لاتباعه بعدم ترك السلاح.
كما فسر المحللون أن كلمات البغدادي التي جاء خلال مقطع الفيديو الذي لا تتجاوز مدتة 18 دقيقة ردد خلالها " معركة الباعوز انتهت " في إشارة إلي طرد التنظيم من أواخر جيوبة بسوريا، ورسالة إلي باقي المتواجدين من أعضاء التنظيم بمغادرة الباغوز.
كما قال فى الفيديو:" معركة اليوم استنزاف ومطاولة للعدو" في إشارة لأعضاء داعش بتنفيذ عمليات منفردة ومتفرقة كالتالي تنفذها الذئاب المنفردة من أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي.
ووجه البغدادي اتباعه عبر الفيديو بشن هجمات جديدة على فرنسا حيث قال:" نوصيهم بأن يكثفوا ضرباتهم علي فرنسا الصليبية وحلفائها "، كما حرض أعضاء التنظيم بلبييا علي مواصله عملياتهم بحق قوات الجيش الوطني الليبي والثبات أمامهم وعدم مغادرة ليبيا حيث قال :" نبارك لإخوانكم في ليبيا ثباتهم وغزوتهم المباركة ودخولهم بلدة الفقهاء.
كما تحدث زعيم داعش أيضاً عن الجزائر والسودان، حيث وجه اتباعه بمواصلة نشر الفوضي بالبلدين حيث قال:" سقط طاغوت الجزائر وطاغوت السودان ولكن المؤسف أن الناس لم يفقهوا لماذا خرجوا وماذا يريدون ؟".
ظهور البغدادي منذ أيام يعيد للأذهان، رسائل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن قبل مقتله، إذ يحاول البغدادي السير علي خطي سلفه لإعادة تشكيل صورة التنظيم وإعطاءة وجها جديداً، وبمثابة دفعة لخلاياه النائمة كما يرى المحللون.
البغدادي استغل أيضاً في خطابة الجديد عدة أمور أهمها تفجيرات سيرلانكا في عيد الفصح، في محاولة منه لإبلاغ العالم بأنه المنفذ لهذه الهجمات الدامية، خاصة وأنه قال أنها تأتي كرد علي هزائم التنظيم في الباعوز السورية.
الفيديو الأخير يظهر بأن البغدادي يسير علي خطي بن لادن في أسلوب توصيل الرسائل الإعلامية التي اعتمد فيها زعيم القاعدة علي أسلوب الفيديو متجنباً الرسائل النصية والتي قد لا تحظي بالمصداقية الكافية.
فبعد الخطاب الأول للبغدادي في جامعة النوري بمدينة الموصل العراقية عام 2014 لم يظهر بشكل علني، وبعد تراجع التنظيم في عدة مناطق وخساراته لمساحات علي الأرض، انتشرت شائعات بمقتله في غارة روسية، الأمر الذى لم يؤكده أو ينفيه تنظيم داعش وقتها، إلا أن وبعد خمس سنوات عاد للظهور وبجواره بندقية، كالتي كانت تظهر بجوار بن لادن، ولم يكتفي البغدادي بإظهار نفسه بل كان إلي جواره بعض عناصر التنظيم الإرهابي بطريقة لا تختلف عن مرافقي زعيم القاعدة السابق.