أثارت الزيارة المفاجئة للوفد القطري برئاسة محمد بن عبد الرحمن، وزيرالخارجية، إلي دولة السودان، علامات استفهام كثيرة حول سر التوقيت الذي أرسل فيه تميم بن حمد مندوبيه إلي الخرطوم أثناء تواجد وفد مصري رفيع المستوى في الخرطوم، للقاء قيادات المجلس العسكري الانتقالي للوقوف على تطورات الأوضاع الجارية والمتسارعة التى يمر بها السودان الشقيق، وللتأكيد على دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السودانى وإرادته الحرة، وذلك فى إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، وحرص مصر الدائم على دعم وتعزيز الاستقرار بالسودان .

 الزيارة القطرية رفضتها السلطات السودانية وأبلغت الوفد باختراقه الأعراف الدبلوماسية التي تتطلب التنسيق والاتفاق قبل الزيارة، ووجهت صفعة قوية للنظام القطري برفض استقبال مندوب تنظيم الحمدين على الأراضي السودانية، والذي قرر فاجأة زيارة السودان دون تنسيق مسبق مع أعضاء المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والذي عاد لقطر محملًا بذيول الخيبة.

وجاء رفض السودان الرسمي للوفد القطري انعكاساً لموقف الشارع السوداني تجاه قطر وحكومتها الداعمة لنشر الفوضي والإرهاب، في الوقت الذي يحاول فيه الشعب السوداني التخلص من بقايا النظام القديم.

لم تكن هذه الضربة الموجعة التي وجهها  الشعب السوداني الأولى، بل سبقها منذ أسبوع تعرض مدير مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم للطرد من جانب المعتصمين السودانيين الذين هتفوا ضد "الكيزان" وهم إخوان السودان الذين تتولي الدوحة دعم تنظيمهم الدولي .

وبهذا الموقف وضعت السلطات السودانية النظام القطري في حجمه الطبيعي لتثبت أمام العالم أن قطر داعمة للإرهاب بالمنطقة .