بعد وصول نسبة التعاطي في مصر لـ10%.. الإدمان يهدد أحلام الشباب
أصبح الإدمان خلال الفترة الأخيرة آفة تلاحق العديد من الشباب، خاصة ضعاف النفوس الذى يحبون دائمًا تجربة كل ما هو جديد على أذهانهم لمعرفة مدى تأثيره، وأمام هذه المفاهيم الخاطئة يقع عدد كبير من الشباب تحت سيطرة "الكيف".
وكشفت إحصائية أخيرة صادرة عن جهاز مكافحة الإدمان أن نسبة الإدمان في مصر بلغت 2.4%، بينما حصلت نسبة التعاطي على 10%، والتي تتعدى نسبة التعاطي العالمية التي تسجل 5%، كما أوضحت بعض الدراسات أن الشباب يبدأون مرحلة التعاطي وهم في سن 11 سنة، وهو ما يثبت تراجع دور الأسرة خاصة أن 58% من المدمنين يعيشون مع أسرهم بشكل طبيعي.
ومع انتشار آفة تعاطي المخدرات بين الشباب التقى "دوت مصر" ببعض الشباب المُحب للمخدرات، للتعرف على السبب الذى يدفعهم إلى اللجوء لهذا الطريق.
فضول التجربة
يقول أحمد حسن، 28 سنة، إن السبب الرئيسي الذى دفعه إلى تعاطي المخدرات يكمن في مدى رغبته الشخصية في تجربة المخدرات ومعرفة مدى الشعور الرائع الذى يتمتع به المتعاطي، خاصة مع سماع العديد من الروايات الجيدة على لسان أصحاب الكيف يفسر ذلك.
ويضيف "حسن: بعد تعاطي المخدرات مرة تلو الأخرى أصبحت جزءا من حياتي لا أستطيع القيام بمهام حياتي اليومية دون تناولها، ومع مرور الوقت تحولت من مجرد مجرب للكيف إلى مُدمن.
أصدقاء السوء
وأوضح مروان حسين، 32 سنة، أن معظم أصدقائه المقربين منه يتعاطون المخدرات وهم من ألحوا عليه لتجربة تناول هذه السموم، وفي إحدى السهرات التي كانت تجمعهم قرر الشاب تجربة هذه السموم بعد إلحاح أصدقائه، ومن ثم بدأت قدميه تذهب إلى هذا الاتجاه دون أن يشعر.
وتابع "مروان": مع مرور الوقت بدأ تأثير المواد المخدرة يظهر على تعاملاتي الشخصية، حيث ظهرت بعض العصبية الشديدة في التعامل مع عائلتي وأسرتي، مع شعوري الدائم باضطرابات في السلوك وعدم القدرة على القيام بأبسط المهام.
قلة الوعي الثقافي والديني
ومع تحليل هذه الظاهرة على لسان خبراء الشأن، علق الدكتور أكرم السيد، الخبير النفسي، قائلًا: إن قلة الوعي الثقافي والديني يساهم بشكل كبير في وقوع الشاب ضحية المخدرات، مشيرًا إلى أن غياب الرقابة الأسرية على أبنائهم ساهم بشكل أكبر في السماح لهؤلاء الشباب بتناول السموم.
واستطرد "السيد" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": على الأسرة مراقبة أبنائهم ومتابعتهم "رايح فين وجاي منين" حتى لو كبر سنه، ومن هنا نقيد انتشار هذه الآفة التي تسمى "تعاطي المخدرات".
الهروب من صعوبات الحياة
ويرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن السبب في لجوء عدد من الشباب لتناول المخدرات يكون في الأغلب هروبًا من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، فهناك من يحاول بقدر المستطاع الهروب من الواقع المعيشي السيئ وعدم مُعايشة كل ما يدور حوله على أرض الواقع.
وأضاف "صادق": هناك العديد من الشباب لا يستطيعون القيام بأي شيء عند الاستيقاظ من النوم قبل تناول العقاقير المخدرة حتى تحولوا إلى مُدمنين.
العقاب بالعلاج
ومن الناحية القانونية أكد المستشار خليل إسماعيل، أن القانون وضع بعض التعديلات حفاظًا على مستقبل الشاب، وتضمنت أنه في حالة من يتم ضبطه أثناء تعاطي المخدرات ويثبت إدمانه تأمر النيابة بإيداعه بإحدى المصحات التي تنشأ لهذ الغرض، ليعالج فيها باعتبار أن علاجه أجدى له وللمجتمع من عقابه.