فيديو.. أجدع صحاب..حكاية شهيد شرطة خلده رامى جمال على غلاف ألبومه
لا يذكر اسمه إلا وصوته يختنق بالبكاء متذكرًا أيام جمعتهما معًا كان بها خير الرفيق، لدرجة جعلته يكتب اسمه على غلاف أحدث ألبوم غنائى له، نتحدث عن الفنان رامى جمال وصديقه الشهيد عمرو صلاح،لتكن الأغنية الشهير " أجدع صحاب صحابى من صغرى" خير معبر عنهما حيث قدم رامى إهداء له على غلاف ألبوم " ليالينا" الذى طرح فى الأسواق قبل أيام قليلة، وامتزج الشجن بالكلمات لاستشهاد صديق الطفولة أثناء أداءه الواجب الوطنى فى حماية البلاد من عبث الإرهاب، ويحدثنا رامى فى السطور التالية عن قصة صديق طفولته الذى راح فداء الحرب على الإرهاب.
"بهدى الألبوم لصديق عمرى الشهيد عمرو صلاح أنت كنت معايا فى كل خطوة فى الألبوم ده وحتفضل روحك معايا، وأخيرا بهدى العمل لجمهورى العزيز"، توجت هذه الكلمات غلاف ألبوم "ليالينا" لتعبر عن قصة حب ووفاء عجز الموت عن كتابة سطر النهاية فيها.
وبصوت متهدج بالبكاء قال رامى، "عمرو كنت بشوفه أكتر من إخواتى الإتنين، صديقى وجارى وحبيبى من 15 سنة"، موضحًا أسكن أنا وعمرو فى نفس العمارة منذ عام 2003 ومن وقتها ونحن أصدقاء، وكلما كبرنا ازدادنا قربًا وبرغم ظروف عمله كضابط شرطة لم يحرمنا من تواجده ومساندته يومًا، مضيفًا "لو كان عندى فرح أو حفلة ولسه عمرو مخلص شغله كان يجى معايا مهما كان تعبان..ولم يكن معى فقط بل مع جميع أصدقاءه وكنت متعجب من طاقة الحب التى لديه لأحبابه ..ولهذا كرمه الله بالاستشهاد".
ويتابع رامى بقلب يعتصره الألم حديثه عن صديق عمره، رأيت به طاقة تكفى أن يسعد كل من حوله، فيبذل ذلك المجهود وهو سعيد دون كلل أو ملل، وكنت أتعجب من قدرته الهائلة على فعل الخير رغم مشاغله الكثيرة، بداية فكان دائم التردد على دور الأيتام ولا يتخلف عن أحد يحتاج مساعدته.
ويواصل رامى حديثه عن صديق طفولته، كان لى بمثابة أخ فلا أنسى أنه أول أحد كانت تلجأ إليه زوجتى عند مرضى_فأنا مريض قولون عصبى ولى مرتين 3 فى الشهربالمستشفى_ وعند شعورى بالمرض فى الساعة الرابعة فجرًا كان يجرى علينا ويضحكنى ليثبت أن كل شىء سيكون بخير، ويلف بى على المستشفيات.
ويتذكر مواقف عمرو الإنسانية معه، قائلًا وأثناء سفرى خارج مصر عندما كانت تحدثنى زوجتى عن حدوث عطل بسيارتها فى المهندسين كان أول رقم يدى تجرى عليه هو عمرو لثقتى به ومن قدرته على التصرف دون أن يمل منا، لأنه كان "بيطبق" ولا ينام ليكون معنا.
وعن ذكريات اللحظات الأخيرة بينهما يروى رامى، " كنا سايبين بعض يوم الثلاثاء كعادتنا نجتمع ونضحك ونحكى، ويوم الأربعاء كلم صديقنا الثالث وقال له إنه يريد أن نجلس معًا لشعوره بالملل ولكنه رد عليه أن لدينا عمل فى الاستوديو علينا الانتهاء منه، ولم أعلم بكل هذا إلا بعد وفاته ولا أعلم لما لم يحدثنى، وماذا كان يريد أن يقول لنا قبل وداعه.
ويتحدث عن استقباله لخبر استشهاد عمرو قائلًا، كنت مندمج فى عملى وحدثنى صديقى هيثم رفعت ليبلغنى بالخبر ومن صدمتى سمعت "عمو صلاح مات" فرددت عليه.. وعمرو فين؟، فردد على مسامعى الكلمات التى أتمنى أن تكون حلمًا حتى الآن، فكذبته وقلت له عمرو هنا فى القاهرة وليس بالعريش، ليوضح لى أن هنا حرب على الإرهاب واجهها عمرو ببطولة.
ويستطرد رامى حديثه، " موت عمرو عملى صدمة اتحجزت فى المستشفى 10 أيام.. ولحد النهاردة لسة بسمع الفويس مسج اللى ما بينا.. حقيقى فقدت كثير من المقربين منى ولكن يبقى استشهاد عمرو الصدمة الكبرى فى حياتى"، متابعًا " من أصعب أنواع الرزق صاحب جدع مالوش مصلحة فيك.. وأنا رزقى قليل إنى ملحقتش أتمتع بصداقتى بيه" .
ويصف رامى يوم جنازة عمرو وتلقيه عزاءه، عمرو كان من يعرفه يحبه وذلك قد يرجع لحب الله له، فوجدنا فى عزائه قرابة الـ 3000 شخصًا حضروا لسيرته فقط، كما أن عمرو لم يكن متزوجًا وكانت جنازته بمثابة زفة له إلى الجنة، متابعًا " فى كل ثانية فى حياتى بلاقى مكان لعمرو فاضى محدش عارف يملاه.. وبقابل حاجات محدش هيعرف يعملها غيره.. وعزائى الوحيد أنه استشهد ليحارب الإرهاب ويثبت أننا أقوى منه، وإهدائى ألبومى له نقطة فى حبر حبه لى".
ولمن لا يعرف عمرو فهو أحد الضباط الذين استشهدوا فى حادث الواحات قبل عدة أشهر من الآن، ضمن 14 ضابطا ومجندا، كما أنه شارك فى تدريب الممثلين والضباط فى فيلم "الخلية" الذى تناولت قصته مكافحة الإرهاب والتصدى له من قبل رجال الشرطة.