ترامب يربح أخيرا.. 3 فوائد من تحرير أمريكيين من سجون كوريا الشمالية
يبدو أن قرار كوريا الشمالية بالإفراج عن ثلاثة سجناء أمريكيين، هو بمثابة محاولة جديدة من الدولة، التي نظر لها قطاع كبير من المحللين بأنها إحد الدول المارقة في العالم، من أجل طي صفحة الخلافات بين الدولة الآسيوية وخصومها التاريخيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، خاصة وأنها تأتي قبل أسابيع من لقاء القمة المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون.
كانت كوريا الشمالية قد اتخذت عدة إجراءات أهمها التقارب مع جارتها الجنوبية، والإعلان عن تجميد أنشطتها النووية، بالإضافة إلى تخليها عن شرطها المتعلق بانسحاب القوات الأمريكية من شبه الجزيرة الكورية، من أجل الوصول إلى اتفاق يتعلق بأزمتها النووية، وهو الأمر الذي أسفر في النهاية عن حالة من التفاؤل داخل المجتمع الدولي حول مستقبل الأزمة الكورية التي دامت لعقود طويلة.
إلا أن كوريا الشمالية على ما يبدو ليست المستفيد الوحيد من تلك الخطوات، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، ولكن يبقى الرئيس ترامب هو المستفيد الأكبر منها، خاصة بعد الصفعات المتتالية التي يتلقاها في الداخل الأمريكي جراء الفضائح التي تلاحقه.
انتخابات التجديد النصفي
لعل توقيت الانفراجة في الأزمة الكورية الشمالية، في حد ذاته، مهم للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي، خاصة وأنه يأتي قبل شهور من انتخابات التجديد النصفي، والتي يسعى خلالها ترامب إلى احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية داخل أروقة الكونجرس على حساب خصومه الديمقراطيين.
الرئيس الأمريكي سعى إلى الترويج إلى قرار كوريا الشمالية بالإفراج عن السجناء الأمريكيين عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" كما أنه حرص على استقبالهم بنفسه في المطار خلال عودتهم للأراضي الأمريكية ربما احتفاءا بما يمكن اعتباره نصرا دبلوماسيا فشل أسلافه في تحقيقه.
التدخل الروسي
تعد قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي إحدى القضايا الملحة التي تشكل صداعا كبيرا في رأس الإدارة الحالية، وهو الأمر الذي فتح الباب أمام قطاع كبير من المنتقدين لإطلاق سهام الانتقاد على الرئيس الأمريكي، وبالتالي فربما تساهم تلك الطفرة في التغطية على المسائل الداخلية، التي ساهمت في تشويه صورته أمام الرأي العام الأمريكي خلال الأشهر الماضية.
تبرير موقفه من إيران
التزامن بين قرار كوريا الشمالية، والانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، يصب في ذاته في صالح الرئيس الأمريكي، حيث أن الإفراج عن السجناء الأمريكيين في كوريا الشمالية يعكس نجاح دبلوماسية ترامب في التعامل مع النظام الحاكم في بيونج يانج، وإظهاره باعتباره الطرف الأقوى في العلاقة، وذلك على العكس مما حدث إبان التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، عندما قامت السلطات الإيرانية بالقبض على عدد من المواطنين الأمريكيين، بالإضافة إلى رفضها إطلاق سراح عدد من الأمريكيين المحتجزين في السجون الإيرانية.