8400 مصري ضحية ألغام الحرب العالمية الثانية
أشلاء تمزق، أبرياء هنا وهناك يعانون يوميًا من كابوس الألغام، الذي كشف تقرير أصدرته الأمم المتحدة مؤخرًا أن الألغام الأرضية تقتل كل عام ما بين 15 ألفا إلى 20 ألف شخص، مشيرة إلى أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يصابون بعددٍ لا حصر له من تشوهات خطيرة، وعلى الرغم من ذلك، ما زالت تستخدم كسلاح من أسلحة الحرب في أكثر من 78 دولة.
وفي ذكرى اليوم العالمي لزيادة الوعي حول الألغام الأرضية ومعارضتها، نستعرض خلال السطور التالية كيف عانت مصر من مخلفات ألغام الحرب العالمية الثانية؟.
ملايين الألغام
أكثر من 2 مليار برميل بترول، و9 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و70 مليون متر مكعب من الثروات التعدينية، قدرت ثروات الصحراء الغربية في مصر، إلا أن استغلال أغلبها ما زال عائقًا حتى الآن، بسبب مخلفات ألغام الحرب العالمية الثانية عام 1936، بعد أن تركت وراءها 19.7 مليون لغم ودانة تنتشر في مساحة تبلغ حوالي (683 ألف فدانًا)، تمتد من غرب الإسكندرية حتى الحدود مع ليبيا منتشرة بمناطق العلمين،ومطروح (الحكمة)، والسلوم (سيدى براني) والإسكندرية، حسب تقدير صدر عن هيئة الأمم المتحدة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.
الغريب أن هذه الألغام لم تحرم مصر فقط من الإستفادة بالثروات التعدينية، بعد أن كشفت العديد من تقارير الخبراء العكسرين الأجانب، أن هذه الألغام تحرم مصر أيضًا من الاستفادة من عائد تنمية الموارد الطبيعية الهائلة التي يحفل بها الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوي.
8400 ضحية
وظهرت تقارير صحفية أجنبية، أن السجلات الرسمية تؤكد أن عدد ضحايا الألغام وصل إلى 8400 شخص ما بين قتيل ومصاب، غالبيتهم من الأطفال والمدنيين، فإنه من المعتقد أن العدد الحقيقي للضحايا يفوق ذلك بكثير، إذ أن الرصد الفعلي لم يبدأ إلا منذ عشرين عامًا، فضلًا عن أن البدو لا يهتمون بالإبلاغ عن وقوع الضحايا بخاصة إذا كانوا من الأطفال.