التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:37 ص , بتوقيت القاهرة

أمبر راد.. وزيرة قليلة الخبرة دمرتها العنصرية

أمبر راد
أمبر راد
استقالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد على خلفية فضيحة العنصرية في قضية ويندراش مما تسبب في أزمة سياسية لرئيسة الوزراء تيريزا ماي.
 
عنصرية أم نقص خبرة
 
استقالة أمبر راد جاءت بعد انكشاف فضيحة ترحيل السلطات البريطانية لأبناء جيل ويندراش الذين ولدوا على الأراضي البريطانية وكانوا يعاملون كمواطنين، ثم استيقظ العديد منهم فجأة مع أوامر الترحيل لموطن أجدادهم في جزر الكاريبي التي لم يعرفوها ولم يعيشوا بها.
 
الوزيرة المستقيلة قالت إنها لم تكن تعلم بأي تعمد لترحيل مجموعة عرقية بعينها، رغم أنها تفاخرت قبل شهر بزيادة معدلات الترحيل للمهاجرين غير الشرعيين.. بينما تيريزا ماي قالت إن الحكومة البريطانية لم يكن في نيتها أبدا التسبب بالقلق لأبناء ويندراش وأن كل من عاش في بريطانيا قبل 1973 لن يتم ترحيله.
 
لكن هذا لم يرفع الغضب من الرأي العام البريطاني.. بينما صحيفة "الإندبندنت" تقول إن ما أسقط أمبر راد كان ليس الفضيحة نفسها بل خطأها في التعامل مع الفضيحة.
 
وأوضحت الصحيفة إن راد التي وقفت أمام البرلمان البريطاني تدافع عن الترحيل وتؤكد أنها لم تعرف باستهداف مجموعات بعينها جعلت الغضب يزداد ضدها وكان الأحرى بها أن تعتذر بسرعة قبل أن يزداد الغضب.. فالخطأ في البداية كان يجب أن تتحمله تيريزا ماي نفسها لأنها من سعى لسياسة التشدد في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، ولكن راد كانت من استمرت في الدفاع عن الفضيحة مما كلفها وظيفتها في النهاية.
 
ساجد جاويد الوريث الغاضب
 
بعد ساعات من الاستقالة كانت تيريزا ماي جهزت البديل لمنصب وزير الداخلية ووقع الاختيار على ساجد جاويد السياسي المخضرم الذي يلقى قبولا اجتماعيا واسعا، فهو وإن كان من حزب المحافظين إلا أنه في الأيام الماضية يشن هجوما غاضبا على "راد"، وقال إن ما حدث عمل عنصري شنيع لأنه يستهدف مواطنين بريطانيين بناء على العرق الذي ينتمون له.. وقال: "كان يمكن أن يحدث هذا معي أو مع والدي أو والدتي".
 
لكن "جاويد" المنحدر من خلفية باكستانية مسلمة وابن لمهاجر فقير كان يعمل سائق تاكسي تم اختياره بهذه المعايير تحديدا فلا يمكن أن يتم اتهامه بالعنصرية، فهو نفسه كان الشهر الماضي ضحية عمل عنصري عندما تلقى خطابا من بريطانيين عنصريين يهددونه بالضرب في حملة "معاقبة المسلمين".
 
المشكلة الوحيدة أنه حتى لو كان "جاويد" يحظى بالتعاطف، فإن تيريزا ماي نفسها في موقف سيئ وشعبيتها تقل بسبب عدم حسم شروط الخروج من الاتحاد الأوروبي وأيضا بسبب الغارة على سوريا.