لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عداوة إعلامية معروفة لكنه يملك صديقا واحدا فقط بين وسائل الإعلام الكبرى .. إنها شبكة فوكس .. ولكن كعادة الرئيس الأمريكي مواقفه شخصية أكثر منها سياسية.. وهذه الصداقة تعود في الأساس لكون ترامب صديقا شخصيا لمالك الشبكة الملياردير روبرت مردوخ

 

فوكس كقناة إخبارية كبرى ضعت نفسها على الخريطة الإعلامية في أمريكا كناقل لوجهة نظر التيار المحافظ والجمهوريين بالأخص.. وكانت المعارض الأكبر لأوباما.. لكن مع ذلك لماذا تؤيد هذه الشبكة الكبرى الملياردير ورجل الأعمال ترامب بدلا من دعم أي مرشح جمهوري مخضرم وقت الانتخابات الأمريكية؟ .. كان هناك أسماء كبرى مثل جيب بوش والذي كانت كلينتون تعتبره أكبر خطر عليها قبل ظهور الموجة الترامبية.

 

الجواب على هذا يأتي في شخصين "روجر إيلز" و "روبرت مردوخ".

 

بحسب كتاب "نار وغضب" الذي صدر في وقت شهور قليلة فإن الرئيس الأمريكي قبل دخوله السياسة كان صديقا مقربا من روجر إيلز رئيس شبكة فوكس والذي كان يدير كل كبيرة وصغيرة بها.. بل إنه كان المصدر الذي يعتمد عليه رجل الأعمال في الحصول على وجهات نظر سياسية وتحليل الأخبار.

 

لكن هذه الصداقة لم تدم طويلا بعد فضيحة اتهامات التحرش الجنسي التي لاحقت روجر إيلز وقادت لخروجه من القناة وإقالته منها على يد أبناء مردوخ الباحثين عن وجه جديد أكثر ودية وقبولا في الإعلام، وفي كل الأحوال لم تطل معاناة إيلز مع السمعة السيئة لأنه توفي في 19 مايو 2017 بعيدا عن الأضواء.

 

 

لكن ميراثه الحقيقي كان تقديم دونالد ترامب باعتباره بطل القصة الإعلامية للشبكة وأن العاملين فيها عليهم دعم ترامب مهما كانت الظروف.

 

مصدر ترامب للأخبار من هنا كانت شبكة "فوكس" ومعها بدرجة أقل شهرة مستشاره السابق ستيف بانون قبل أن يقع الخلاف بينهما.. وبهذا انتقلت صلة ترامب بفوكس نيوز لروبرت مردوخ نفسه.

 

مردوخ كان اسما أعلى قيمة من ترامب نفسه لعشرات السنين فهو إمبراطور الإعلام لديه صحف وقنوات و حول العالم، مثل وول ستريت جورنال والتايمز، والصن وسكاي نيوز الإنجليزية ، ولو لاحظت أسماء هذه الصحف والقنوات لكنت عرفت أنها لا تنقل فقط وجهات نظر المحافظين وحسب بل الديموقراطيين أيضا.

 

نجاح مردوخ جعل ترامب معجب به لأقصى درجة وكان في الماضي يتباهى بأنه يتحدث معه هاتفيا.. إلا أن هذه الصداقة شهدت عقبة واحدة وقت المناظرات بين المرشحين الجمهوريين حيث قال ترامب إن فوكس نيوز نفسها تحاربه فكان رد مردوخ الساخر  على تويتر "ترامب يلومني على استطلاعات الرأي في وول ستريت جورنال ويتشاجر مع فوكس نيوز.. حان وقت الهدوء فأنا لو كنت أدير مؤامرة معارضة لترامب لما كنت بهذا الفشل".

 

ولكن كان هذا خلافا صغيرا انتهى مع إعلان مردوخ دعمه الرسمي لترامب في مارس 2016 قائلا إن "أعضاء الحزب الجمهوري سيكونون مجانين لو لم يدعموا المرشح الملياردير الذي تزداد شعبيته مع مرور الوقت".

 

فوكس نيوز إذا دعمت ترامب في الأخبار والتقارير وهاجمت خصومه وعلى رأسهم هيلاري كلينتون.. ولكن كيف استفادت فوكس نيوز من الرئيس الأمريكي؟

 

 

حصاد ثمار الصداقة جاء في الأسبوع الأول من رئاسة دونالد ترامب حيث عملت وزارة العدل الأمريكية على تخريب صفقة دمج بين AT&T وشركة "تايم وارنر" المالكة لـCNN منافسة فوكس نيوز الأقوى والمسيطرة على الساحة الإعلامية.. ولكن الحجة التي تم تقديمها كانت إن الصفقة تمثل مخاطر على قوانين المنافسة في أمريكا لأنها بين شركة إعلامية وبين شركة AT&T المزود الأكبر لخدمة الانترنت في أمريكا وهي الشركة التي يمكن أن تتحيز ضد باقي القنوات وتخرب البث لها على الانترنت لصالح CNN.. ومازالت القضية مستمرة في المحاكم.