التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 07:13 ص , بتوقيت القاهرة

رغم محاولته الاختباء خلف سوريا.. ماكرون يفشل في احتواء الغضب الداخلي

ماكرون
ماكرون

يبدو أن حالة من الغضب العارم تجتاح الشارع الفرنسي جراء السياسات التي يتبناها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خاصة في الجانب الاقتصادي، في ضوء الاتهامات التي تلاحقه حول التلاعب بفوائد أصحاب المعاشات والمتقاعدين، بالإضافة كذلك إلى أصحاب الدخل المنخفض، بينما أصبحت الطبقة الوسطى في الداخل الفرنسي هي الأكثر عداوة للرئيس الفرنسي الذي ما زال لم يكمل عامه الأول في قصر الإليزيه.

غضب الشارع الفرنسي جراء سياسات ماكرون ترجمها حوار أجراه مع الصحفيين الفرنسيين الذين رفضوا مخاطبته بلقب "الرئيس"، خلال مقابلة تلفزيونية، بالإضافة إلى كتاب جديد قدمه سلفه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند، وهي الأمور التي جاءت لتدشن فصلا جديدا في الحقبة الرئاسية الفرنسية الحالية، والتي نظر إليها قطاع كبير من الفرنسيين بأنها تمثل فرصة جيدة لتغيير الأوضاع التي ساءت بصورة كبيرة في عهد أولاند.

أموال المعاشات

ولعل التلاعب بأموال المعاشات كانت أحد أبرز الأسباب وراء انهيار شعبية الرئيس الفرنسي، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، وهو الأمر الذي أعرب عنه أحد الصحفيين الفرنسي جان جاك بوردان، والذي قال صراحة إن ماكرون ربما يبحث عن المال من جيوب المتقاعدين، وهو التصريح الذي أثار استياء كبيرا داخل أروقة الإليزيه.

يعلق المستشار السياسي للرئيس الفرنسي، فيليب مورو، بأن ما قاله الصحفي الفرنسي ربما يعكس وصول الأوضاع في فرنسا إلى منحدر غاية في الخطورة، حيث لم تشهد البلاد حالة من الانهيار في شعبية أحد رؤساء فرنسا في هذا الوقت القصير، وهو الأمر الذي يأتي نتيجة حالة الغضب لدى الطبقة الوسطى في المجتمع الفرنسي، حيث أنهم يرون أن الأوضاع الاقتصادية ربما ليست في صالحهم.

ترصد سياسي

إلا أن التزامن بين اللقاء التلفزيوني للرئيس الفرنسي، والكتاب الذي أصدره الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند، إنما يعكس حالة من الترصد السياسي إلى جانب الغضب المجتمعي، جراء سياسات ماكرون، خاصة وأن "أولاند" كان أحد أقل الرؤساء الفرنسيين شعبية إبان خروجه من الإليزيه في العام الماضي، وهو الأمر الذي دفعه إلى عدم خوضه الانتخابات الرئاسية الأخيرة، رغم أحقيته في ذلك، حيث ترك فرصة الترشح لرئيس وزرائه مانويل فالس، ليكون ممثلا لحزب اليسار الوسط في فرنسا.

يقول الكاتب الفرنسي فرنسوا ميشيل، في مقال منشور بموقع "أمريكان كونسيرفاتيف"، أن أولاند ربما يجد في فشل ماكرون بوابة خلفية للعودة إلى الحياة السياسية بعد أن خرج من منصبه بصورة كارثية لم يسبقه إليها أحد، موضحا أن الحزب الاشتراكي خسر كل الانتخابات المرحلية خلال عهده، ابتداءً من البلديات إلى مجالس المحافظات والأقاليم وصولًا إلى الانتخابات الأوروبية، وبالتالي فربما يكون الكتاب الذي أصدره مؤخرا هو وسيلة للعودة إلى السياسة من جديد.

الاختباء خلف سوريا

من جانب آخر، الرئيس الفرنسي نفسه ربما يدرك إلى حد كبير أن وضعه أصبح صعبا للغاية، وهو الأمر الذي يدفعه إلى حد كبير في المساهمة بتصعيد القضية السورية، للاختباء وراءها، ولتكون وسيلة لتشتيت الانتباه عن الفشل في الداخل الفرنسي.

قال السياسي الفرنسي، جان مسيحة، في تصريحات لـ"دوت مصر"، إن الصعوبات التي يواجهها "ماكرون" على الساحة الداخلية الفرنسية تعد بمثابة السبب الرئيسي في ذلك، لأن أسهل شيء لتحسين صورته في هذه الحالة، يأتي بأن يخلق قضية دولية كبيرة لشغل الرأي العام".