7 اختلافات بين "عتاولة الكوميديا" عادل إمام وسمير غانم
عادل إمام وسمير غانم
معتمد عبد الغني
الأربعاء، 18 أبريل 2018 02:34 م
الجيل الذي اعتاد على مشاهدة مسرحية عادل إمام، "الواد سيد الشغال" ظهر أول أيام العيد في القنوات الأرضية، ويضحك -عصرًا- مع سمير غانم في "أخويا هايص وأنا لايص"، لم ينفرد بالاحتفاء الذي صاحب عودة ظهور النجمين معًا بعد 33 عامًا، في رمضان المقبل، المراهقون أيضًا تداولوا على حساباتهم الشخصية صورتهما في كواليس مسلسل "عوالم خفية"، ولم تكن فرحتهم أقل ممن عاصروا العرض الأول لفوازير "فطوطة" وفيلم "النمر والأنثى".
لماذا تحديدًا عادل إمام وسمير وغانم؟.. الإجابة تكمن في اختياراتهما، ونجاحهما في انتزاع الضحك من الجمهور، مشوار فني كبير اختصر في التفاف ذراعي الزعيم حول سمورة، وتلقائية تعلن عن نفسها في صورة ترسل إشارات البهجة بدون إذن.
عادل امام وسمير غانم
عادل امام وسمير غانم
في هذا التقرير نستعرض أهم الاختلافات بين "عتاولة الكوميديا" في مصر، عادل إمام وسمير غانم.
ضيف الشرف
يستطيع سمير غانم أن يكون ضيف شرف عمل فني من بطولة عادل إمام، لكن الزعيم من الصعب أن يكون ضيف شرف في عمل من بطولة سمورة، أو أي ممثل آخر (ربما يستثنى من القاعدة محمد إمام في المستقبل).
الملاحظ في طريقة تقبلهما لفكرة ضيف الشرف، أن سمير غانم يتعامل ببساطة مع هذا الوضع في جميع مراحله الفنية، وظهر مع عادل نفسه في فيلم "رمضان فوق البركان"، رغم تساوي سيطرتهما على جمهور المسرح في هذا الوقت.
أما الزعيم فجميع نجوم مصر ضيوفه في أعماله السينمائية والدرامية، وبتركيز شديد إذا أردت معرفة توقيت صعود أي فنان مصري، ابحث عن تاريخ اشتراكه مع عادل إمام، لأن الأخير يرصد الموهوبين الذي أثاروا إعجاب الجمهور، ويضمهم في أعماله المضمونة النجاح.
رمضان فوق البركان
هيوفة الجيل
المصطلح السابق وصف به أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مسيرة سمير غانم مع الكوميديا الهزلية، وفي الآونة الأخيرة بدأ بعض الشباب ينظرون بإعجاب إلى أدوار "سمورة" التي اعتمدت على الهلس- حسب وصفهم.
لم يحاول سمير غانم التمرد على هذا "الهلس" في أفلام المقاولات الهابطة التي اشترك في معظمها، عدا تجربة مسرحية كتبها وحيد حامد اسمها "جحا يحكم المدينة"، وفور تلقيه إنذارًا باصطدامه بالسياسة، ابتعد عن هذا المضمار، وذهب إلى كوميديا الفارص، وعندما قدم دورًا جادًا في مسلسل "شربات لوز"، لفت الأنظار لوجه آخر لموهبته الفنية، وبدأ النقاد يتحسرون على السنوات التي قضاها في الأدوار خفيفة.
أما عادل إمام، شعر أن الكوميديا ثوبًا ضيقًا على موهبته الكبيرة، وبدأ يقدم الأدوار الجادة بداية من فيلم "حتى لا يطير الدخان"، وكان أحد أضلاع مثلث شريف عرفة، ووحيد حامد في التسعينات، وقدموا أفلامًا سياسية واجتماعية، وفي أفلام الحركة نافس نور الشريف ومحمود عبد العزيز، لدرجة أن مفيد فوزي، قدم فقرة كاملة مع نجوم السينما، الذين طلبوا من عادل التركيز في الكوميديا فقط.
الزعيم والغلبان
الزعيم والغلبان
بديهيًا صار اسم الزعيم في مصر يرمز لشيئين يجلبان السعادة للمصريين، الأول هو عادل إمام، والثاني اسم محل شهير يقدم أكلة شعبية مصرية، دلالة الاسم تتوافق مع عادل، الذي سعى لتقديم شخصية القائد الملهم في العديد من أعمال السينمائية، يتقدم مظاهرة "آه" في النوم في العسل، ويقضي على الفساد بشكل فردي ودموي في "أنا اللي قتلت الحنش"، و"المولد"، و"الغول"، و"الحب في الزنزانة"، وغيرها من الأعمال التي كان جسد فيها دور المخلص المنتقم للأغلبية، ما وضعه على كرسي زعامة المهمشين، واكتسب شرعيته بالبذلة الجينز والكوتشي الأبيض، اللذان تخلى عنهما بعد دخوله في أدوار الأب بعد عام 2000.
على النقيض لم يسع سمير غانم للألقاب، رغم أن مرحلة التسعينات كانت تشهد رواجًا لتلك الفكرة، عادل إمام زعيمًا، وأحمد زكي رئيسًا لجمهورية التمثيل، وفي أحيان أخرى لقبه "الإمبراطور"، فضلًا عن نجمة الجماهير نادية الجندي، ونجمة مصر الأولى نبيلة عبيد، في وسط كل هذا، تجد سمير غانم راضيًا بلقب "الكوميديان"، بينما اختار الجمهور أن يناديه باسم يناسب تلقائيته "سمورة".
الزعيم عادل امام
الناعم والخشن
اتسمت الكوميديا التي يقدمها سمير غانم بأنها ناعمة، وهو توصيف يقصد من وراءه أن الإفيهات خفيفة ليست صادمة (أقرب نموذج لهذا الشكل هو أحمد حلمي)، بينما الكوميديا الخشنة التي تعتمد على إفيهات صادمة قوية، وربما تحمل بعدًا سياسيًا أو جنسيًا، توفرت في أعمال عادل إمام (محمد سعد يتخذ نفس المسار).
لم يتردد إمام في تقديم دور الرجل المضحك الشجاع القوي، الذي لا يخجل من الإمساك بملابس داخلية نسائية ثم يفزع ويرميه سريعًا، بينما "سمورة" كان غالبًا هو المواطن المقهور الساذج المغلوب على أمره.
يعتمد سمير غانم أيضًا على طريقة "غير المباح"، بمعنى أنه كان يتحدث عن أشياء ترمز للجنس مثلًا، دون أن يقولها صراحة، راجع مشهد تنكره في دور امرأة في مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص"، تكتشف قفشات ساخرة على نهد المرأة، لكنه فضل أن يقول إفيه شعبي معروف "صواريخ سكوب"، كذلك ارتجاله لمشهد "حنفي ذرات" في مسرحية المتزوجون.
البعض يذهب "للمنتج" مرتين
بالطبع وصلت لمسامعك شائعة طلب عادل إمام، وضع صورته على الجنيه مقابل تسديد ديون مصر، رغم أن النكتة يرفضها العقل، لكنها انتشرت للدلالة على ثراء الزعيم، الأعلى أجرًا في السينما المصرية لسنوات طويلة، وعندما دخل سوق الدراما الرمضانية، رفع سقف أجور نجوم الشاشة.
سمير غانم لم يرد ذكره في قائمة الأجور الكبيرة، جزء أساسي من شخصيته الساخرة كانت تجعله يضحك على اللهث وراء الماديات، وفي إحدى اللقاءات التلفزيونية، قال إن عادل إمام نصحه في بداية صعودهما بأن يرفع أجره 5 جنيه عن كل فيلم يشارك فيه، لكنه لم يفعلها، بينما الزعيم صعد تدريجيًا حتى صار الأعلى أجرًا.
في إحدى الأفلام التي جمعت بينهما، بادر عادل إمام بالتوقف عن تصوير الفيلم، لتقاعس المنتج عن سداد قسط الأجر، تبعه في ذلك سمير غانم، وعندما ذهبا ليطالباه بمستحقاتهما، عرفا أنه توفي، الطريقة التي سرد بها سمير تلك الحكاية كانت كوميدية جدًا كعادته.
تلات وقق مساحيق
في الوقت الذي كان عادل إمام يقتني البنطلون الجينز والقميص الكاروهات، للاقتراب من الطبقة الشعبية، كان سمير غانم يبحث في صندوقه الكبير عن قطعة إكسسوار غريبة الشكل، يضيفها للشخصية التي يجسدها على المسرح، في سفرياته دومًا يختار نظارات بتصميمات غريبة، وإمعانا في الكوميديا يجسد امرأة بشنب تمتلك مقومات أنوثة مبالغ فيها، من يستطع كتم الضحك عندما يشاهد هذا الخليط الغريب.
أما عادل إمام توقف منذ حصوله على البطولة المطلقة عن أدوار التنكر في دور امرأة، حتى لا يفسد صورة البطل الشعبي التي رغب في اقتحامها بخفة الظل والمغامرة، حتى أنه تبرأ من دور صبي العالمة في فيلم سيد درويش، بالنسبة للتغييرات الشكلية حافظ على مظهره دون تغيير، بينما سمير غانم تستطيع تحديد العمل الفني الذي قام ببطولته من شكل الباروكة والإكسسوار الذي استخدمه.
أخويا هايص وأنا لايص
المسرح فيين.. المسرح فيين
حصيلة المسرحيات التي انفرد عادل إمام ببطولتها على مدار 23 عامًا، 4 مسرحيات فقط، وهم "شاهد مشفش حاجة" 1976، "الواد سيد الشغال" 1984، "الزعيم" 1993، "بودي جارد" 1999، في المقابل قدم سمير غانم في نفس الفترة نحو 25 مسرحية.
الطريقة التي ابتدعها عادل إمام في تقديم مسرحيات يستمر عرضها لسنوات طويلة، اقتبسها من المسرحيات التي تعرض في لندن، وهو أسلوب يتوافق مع طبيعية إمام، الذي يميل للتجويد دومًا، ويدرس على المسرح "الإفيه" الذي يضحك الجمهور، ويبدأ في فرد قماشته ليصل إلينا بصورته الأخيرة التي نشاهدها في التلفزيون.
أما سمير غانم، هو ملك الارتجال بلا منازع، وشخصيته التي تمل كثيرًا من الافيهات المكررة، وتفضيله للمسرح على حساب السينما والتلفزيون، دافعان جعلاه يتنقل بين أكثر من نص مسرحي يعرض عليه، ليحقق رقمًا كبيرًا بالمقارنة بمسرحيات عادل إمام.
لا يفوتك