التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:09 م , بتوقيت القاهرة

الهجوم العسكري على سوريا.. قادة الغرب يستهدفون بشار أم يخاطبون الداخل؟

ترامب وماي وماكرون
ترامب وماي وماكرون

يبدو أن توقيت العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة، بالمشاركة مع حلفائها، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، يأتي في توقيت غاية الحساسية، ليس فقط بسبب التطورات التي تشهدها الساحة السورية، وعلى رأسها ما أثير حول الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدينة دوما السورية، ولكن الأهم من ذلك التطورات الداخلية التي تشهدها الدول المشاركة في العملية العسكرية.

ففي الوقت الذي يواجه فيه قادة الدول الثلاثة انتقادات كبيرة في الداخل بسبب فضائحهم تارة، وفشلهم في التعامل مع الأوضاع الاقتصادية تارة أخرى، تأتي الضربة العسكرية على سوريا، وهو الأمر الذي يحمل تفسيرا آخر، ربما يبتعد تماما عن التطورات السورية، والحديث المتواتر عن استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما السورية في المرحلة الراهنة.

فضائح ترامب

الضربة العسكرية، التي جاءت بقيادة الولايات المتحدة، جاءت بعد عدة ساعات من فضيحة الإبن غير الشرعي للرئيس الأمريكي، وهي الفضيحة التي أكملت سلسلة من الفضائح التي طالت الرئيس الأمريكي طيلة الأشهر الماضية، والتي ساهمت بصورة كبيرة في تشويه صورته أمام الرأي العام الأمريكي.

على الجانب الآخر، كانت المواقف الأمريكية الخجولة من روسيا تجاه العديد من القضايا التي شهدتها الساحة الدولية في الأشهر الماضية، سببا في إطلاق سهام الانتقاد للرئيس الأمريكي، والذي اتهمه الكثير من المتابعين بالخوف من روسيا، وبالتالي كانت الضربة العسكرية ربما سبيلا لدحض هذه الادعاءات.

فشل ماي

أما رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي فقد فشلت تماما في حملتها الدبلوماسية ضد روسيا، في ضوء غياب الحماس الدولي للتضامن معها على خلفية محاولة تسميم العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال، وبالتالي فكانت الضربة العسكرية بمثابة فرصة جديدة لبريطانيا لتحدي النفوذ الروسي في أحد أكثر مناطق التأثير الخاص بها.

طموحات ماكرون

لعل أبرز الطموحات التي سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تحقيقها منذ وصوله إلى قصر الإليزيه، هو استعادة النفوذ الفرنسي القديم في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي بدا واضحا في الدور الكبير الذي لعبته فرنسا في أزمة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في نوفمبر الماضي، وبالتالي فالتدخل الفرنسي في سوريا ربما يحمل في طياته محاولة فرنسية جديدة لاستعادة الدور المفقود في منطقة الشرق الأوسط.