التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:36 م , بتوقيت القاهرة

رغم تصعيده الأخير.. ترامب يمنح أوروبا قيادة المعسكر الغربي ضد روسيا

ترامب وبوتين - أرشيفية
ترامب وبوتين - أرشيفية

قرار جديد اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد عدد من الدبلوماسيين الروس، بالتزامن مع قرار مماثل اتخذته دول أوروبية أخرى تجاه موسكو، وذلك على خلفية حادثة تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال، والذي يعيش في بريطانيا، وهو الأمر الذي أثار حفيظة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، والتي اتهمت النظام الروسي بالتورط في محاولة قتل العميل الروسي، وبالتالي اتخذت عدة خطوات تصعيدية تجاه روسيا، من بينها استدعاء السفير البريطاني، وطرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها.

الموقف الأمريكي تجاه روسيا يأتي تضامنا مع الحكومة البريطانية ضد روسيا، إلا أنه في الواقع يطرح تساؤلات عدة حول ما إذا كان الرئيس ترامب قرر التصعيد تجاه نظام بوتين، أم أن الخطوة الأمريكية تحمل حسابات أخرى، في ضوء العديد من المعطيات سواء في الداخل الأمريكي أو على المستوى الدولي.

موقف مرتبك

القرار الأمريكي بطرد دبلوماسيين روس من الأراضي الأمريكية ربما يبدو مفاجئا، خاصة وأن الرئيس ترامب رفض أن يتخذ أي إجراء حاسم تجاه روسيا، منذ بداية أزمتها مع بريطانيا، بل وأنه بدا حريصا في الأسبوع الماضي، على تهنئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الروسية، رغم نصائح عدد من مستشاريه بعدم اتخاذ هذه الخطوة، وهنا ربما تظهر العديد من التساؤلات حول ما إذا كان الموقف الأمريكي المرتبك يحمل في طياته أهدافا بعيدة عن القضية نفسها.

قال البيت الأبيض، في بيان له اليوم الاثنين، إن القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يأتي بالتزامن مع قرارات مماثلة مع الحلفاء في حزب شمال الأطلسي، موضحا أن قرار الولايات المتحدة يساهم في حماية الأراضي الأمريكية من أي عمليات روسية محتملة تستهدف الأراضي الأمريكية في المستقبل.

دفة القيادة

إلا أن حديث البيت الأبيض عن فكرة التزامن بين القرار الأمريكي، وقرار الحلفاء في أوروبا، ربما يعكس أن الولايات المتحدة قد فقدت دفة القيادة فيما كان يعرف إبان الحرب الباردة بالمعسكر الغربي، هو ما انعكس في رفض إدارة ترامب اتخاذ أي خطوة منفردة من شأنها استعداء الجانب الروسي وبالتالي الانتظار حتى تتوارى الإجراءات الأمريكية خلف أوروبا الغربية.

ولعلها لم تكن المرة الأولى التي تتحدث فيها الولايات المتحدة عن فكرة التضامن مع الحلفاء، حيث اكتفت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بالإعراب عن اعتقادها بأن روسيا مسئولة عن تسميم العميل الروسي السابق، مطالبة بضرورة عقاب روسيا عبر مجلس الأمن الدولي، بينما تحاشى الرئيس الأمريكي انتقاد الجانب الروسي مباشرة فيما يتعلق بقضية محاولة تسميم سكريبال وابنته.

مواقف ناعمة

يبدو أن الموقف الأمريكي تجاه روسيا ليس جديد تماما، في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإذا ما نظرنا إلى التعامل الأمريكي مع ما يراه العديد من المحللين والمتابعين بأنه تجاوزات روسية، بمنظور أوسع، نجد أن ردود الفعل الأمريكية تجاه العديد من المواقف الروسية التي أثارت استياءا دوليا، اتسمت بقدر كبير من الهدوء، خاصة إذا ما نظرنا إلى مواقف أخرى، من بينها الدعم الروسي لاستخدام أسلحة كيمائية في سوريا، بالإضافة إلى الدور الروسي في التدخل في الانتخابات الأمريكية.

يقول الكاتب سيمون تيسدال، في مقال له بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أن مواقف ترامب الناعمة تجاه روسيا تعكس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحظى بقدر كبير من السيطرة على الرئيس الأمريكي، وهو الأمر الذي من المحتمل أن يكون متعلق بالأعمال السابقة لترامب في الأراضي الروسية، وهو الأمر الذي من المنتظر أن يتم تسليط الضوء عليه في المرحلة المقبلة، خلال التحقيقات التي يقوم بها روبرت مولر حول قضية تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية.