كارليس بوتشدمون.. زعيم كتالونيا ورئيس الإقليم كان يحلم بلقب أول رئيس جمهورية لكتالونيا، فانتهى به الحال في رحلة سندباد حول أوروبا حتى الاعتقال في ألمانيا.

 

حلم الاستقلال 

 

كانت البداية مع جهود "بوتشدمون" لإقامة استفتاء استقلال كتالونيا، وهو الاستفتاء الذي لم تعترف بقانونيته أي دولة في العالم، ولا حتى المنظمات الدولية باستثناء بعض التعاطف من مؤيدي انفصال أسكتلندا عن بريطانيا.

 

مع عقد الاستفتاء في 1 أكتوبر الماضي كان لدى الحكومة الإسبانية الحجة لقمع عملية التصويت غير القانونية، حيث نزلت قوات الأمن الإسباني وألقت القبض على المئات في اشتباكات دامية كان بها 700 مصاب بينهم 100 من رجال الشرطة.

 

أما بوتشدمون نفسه فكان دوره التنديد بالإجراءات الإسبانية معلنا الاستمرار في جهود الاستقلال، ورغم الاضطرابات التي أحاطت بعملية التصويت الكتالونية، فإن النتيجة المعلنة كانت 92% لصالح الانفصال.

 

هنا وجد بوتشمون نفسه أمام معضلة هل يعلن الانفصال بلا تأييد دولي أم يتفاوض مع إسبانيا التي ترفض الاستفتاء أصلا، وفي ديسمبر الماضي اتخذ قراره أخيرا وأعلن الاستقلال من طرف واحد.. وكان الرد الإسباني هو تعليق الحكم الذاتي الكتالوني وحل الحكومة والبرلمان الكتالوني ليهرب بعدها كارليس بوتشدمون من إسبانيا كلها ويصبح المطلوب السياسي الأول في أوروبا.

 

رحلة الهروب والأكشن

 

قصة هروب بوتشدمون من إسبانيا تستحق فيلما، حيث خرج في ديسمبر الماضي من البلاد بسيارة مؤجرة مع عائلته إلى مارسيليا بفرنسا، في سرية تامة.

 

وعندما أصدرت إسبانيا مذكرة اعتقال أوروبية له تمكن من الهرب قبل صدورها بأيام قليلة من فرنسا إلى بلجيكا طالبا اللجوء.

 

المشكلة أن هذا اللجوء لم يتم قبوله، وحتى مع عدم قبض الشرطة البلجيكية عليه تنفيذا للمذكرة الأوروبية فإن الرئيس الكتالوني المقال ظل تحت خطر الاعتقال في أية لحظة.

 

وعند زيارة سياسية لفنلندا للتشاور مع النواب البرلمانيين هناك، حاولت الشرطة الفنلندية القبض عليه.. لكنه هرب مرة أخرى قبل 24 ساعة من بدء الشرطة الفنلندية إجراءات القبض عليه تنفيذا للمذكرة الأوروبية التي أصدرتها إسبانيا

 

حتى إن البرلماني الفنلندي ميكو كارنا اضطر لإصدار بيان رسمي يقول فيه: "يمكنني التأكيد أن الرئيس بوتشدمون ليس في فنلندا".

 

لكن يبدو أن رئيس كتالونيا السابق فشل في اختيار الوجهة الأمنة، فبعد يوم واحد من الهروب الفنلندي تعرض للاعتقال في ألمانيا من قبل الشرطة عندما حاول الهرب من ألمانيا أيضا بسيارة إلى الدنمارك فتم القبض عليه على الطريق من قبل الشرطة بالتعاون مع المخابرات الإسبانية.

 

وبحسب صحيفة "الجارديان"، فإن "بوتشدمون" سوف يظهر أمام محكمة ألمانية اليوم الإثنين لتقرير ما إذا كان سيتم ترحيله لإسبانيا أم لا.

 

ومن المعروف أن الاتهامات الخاصة بعصيان الدولة الإسبانية قد ترسل كارليس بوتشدمون للسجن لمدة 30 عاما تقريبا.

 

اقرأ أيضا..

 

فيديوجراف| مسعود بارزاني ورئيس كتالونيا.. صعود وسقوط بسرعة الصاروخ