التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:41 ص , بتوقيت القاهرة

لبنان.. محطة جديدة في تحالفات روسيا بالشرق الأوسط

الدور الروسي في سوريا لا يخفى على أحد، كذلك التحالف الإيراني الروسي علنيا أيضا، حتى مع الصداقة الشهيرة بين إسرائيل وروسيا في السنوات الأخيرة، ولكن هناك دولة أخرى تتقارب مع موسكو في هدوء، وهي لبنان.
 
بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية فإن الحكومة الروسية أعلنت عن اتفاق تعاون عسكري مع لبنان في فبراير الماضي، هذا الاتفاق سيضمن للسفن العسكرية الروسية مرفأ على الموانئ اللبنانية، بجانب فتح المطارات اللبنانية للمقاتلات الروسية.
 
روسيا لديها بالفعل قاعدة طرطوس البحرية السورية في البحر المتوسط أيضا وهناك اتفاقية لبقاء القوات الروسية لمدة 49 عاما قابلة للتجديد تلقائيا لمدة 25 عاما أخرى إلا في حال رغبت موسكو أو دمشق إلغاء الاتفاقية.
 
فلماذا تسعى موسكو خلف موانئ لبنانية على البحر المتوسط أيضا؟
 
بحسب مركز دراسات "بيجن - السادات" فإن روسيا في الوقت الحالي تعمل على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط وسط تراجع الدور الأمريكي في سوريا.
 
ومع ذلك ترى موسكو إنه يجب عليها التوسع في العلاقات العسكرية مع لبنان لأنها لا تحظى بكامل النفوذ في سوريا وذلك لأن إيران تعمل على حصد أكبر قدر من المكاسب الممكنة أي أنها تنافس موسكو أيضا على حصة النفوذ بالحكومة السورية.
 
ولذا تم توقيع الاتفاق مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المعارض لإيران والذي كان زار موسكو في يوليو الماضي لجذب الاستثمارات الروسية للبنان في مجال النفط والغاز.
 
إسرائيل غير قلقة
 
التقارير الإسرائيلية تستبعد أن يكون التقارب بين موسكو وبيروت، خطرا على التقارب الروسي الإسرائيلي الذي بدأ في 2015 بسبب خلافات نتنياهو وأوباما.
 
العلاقات الإسرائيلية الروسية ما زالت ممتازة حتى في عهد ترامب، وتستبعد الحكومة الإسرائيلية أن يحصل لبنان على الكثير سوى معلومات أمنية لمكافحة مجموعات إرهابية على الحدود السورية، وأيضا فإن موسكو لن تحاول زعزعة العلاقات مع إسرائيل حاليا لأنها لا تريد المزيد من الغارات الإسرائيلية تعقد حساباتها في سوريا.
 
ماذا يريد لبنان؟
 
مقابل التعاون العسكري الروسي سيكون لدى الحكومة اللبنانية فرصة أقوى في العمل على التنقيب بالبحر المتوسط عن الغاز، بدعم من شركات روسية مثل نوفاتيك التي أعربت عن رغبتها الاستثمار في الغاز اللبناني بالبحر المتوسط على أن تبدأ المرحلة الأولى من التنقيب في 2019.
 
هذا التنقيب يأتي معه إحياء الخلافات حول الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية لكن من المستبعد أن يتحول الخلاف لأعمال عنف لأن موسكو ستكون الوسيط بين البلدين في هذا الحالة.