التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:03 م , بتوقيت القاهرة

سحب سفير الاتحاد الأوروبي من روسيا..تضامن بدون إجماع مع بريطانيا

قمة رؤساء الاتحاد الأوروبي
قمة رؤساء الاتحاد الأوروبي

قرار الاتحاد الأوروبي استدعاء سفيره لدى موسكو على خلفية الاتهامات التي تلاحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتورط في تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال، ربما يعكس حالة من الارتباك في المشهد الأوروبي بشكل عام، خاصة وأن القرار جاء بعد مرور أكثر من عشرة أيام من الصراع الدبلوماسي بين بريطانيا وروسيا، حيث قامت بريطانيا باستدعاء سفيرها وطرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، بينما اتجهت موسكو نحو اتخاذ اجراءات مماثلة للرد على تحرك لندن.

بينما اتسم الموقف الغربي، وفي القلب منه موقف الاتحاد الأوروبي، بحالة من التضامن الخجول مع بريطانيا، في موقفها تجاه روسيا، منذ البداية، بل إن عددا من مسؤولي أوروبا كانوا حريصين على تهنئة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفوزه بالانتخابات الرئاسية التي عقدت مؤخرا، وعلى رأسهم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، بالإضافة إلى عدد من رؤساء الدول الأوروبية، والذين حرصوا في الوقت نفسه على ادانة الحادث وتضامنهم مع بريطانيا.

روسيا.. مجرد احتمال

الموقف الذي تبناه الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا جاء خلال قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي، والتي عقدت أمس الخميس في العاصمة البلجيكية بروكسيل، حيث أعربت عن تضامنها مع الموقف البريطاني حول احتمال أن تكون روسيا هي المسؤول عن الحادث الذي وقع في سالزبوري.

وقال البيان الختامي للقمة الأوروبية إن "قمة رؤساء دول الاتحاد الأوروبي اتفقت مع موقف لندن من أن روسيا ربما تكون مسؤولة عن الحادث.. وأنه لا يوجد تفسير معقول آخر".

حقبة ما بعد "بريكسيت"

الصيغة التي استخدمها البيان لم تكن بالحدة المتوقعة، إذا ما نظرنا إلى تاريخ الصراع بين روسيا والاتحاد الأوروبي، والذي طالما ما نظرت إليه روسيا باعتباره كيانا يهدد أمنها، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هناك جدية أوروبية في التعامل مع القضية البريطانية الروسية أم لا.

يقول الكاتب البريطاني باتريك وينتور، في تقرير منشور له بصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن هناك غياب لحالة الإجماع بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان ينبغي أن يتم فرض عقوبات جديدة على روسيا في المرحلة الحالية أم لا، موضحا أن الأزمة تمثل اختبارا حقيقيا لقدرات بريطانيا الدبلوماسية في حقبة ما بعد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، والمعروف باسم "بريكسيت".

وأضاف "وينتور" أن المراقب للمواقف الأوروبية يجد أن الاتحاد الأوروبي تبنى مواقف أكثر قوة تجاه روسيا جراء سياساتها في منطقة البلقان، منذ قيام موسكو باحتلال أجزاء من البلقان، إلا أن الموقف الأوروبي يبقى أكثر برودة، ربما بسبب عدم تسوية القضايا المرتبطة بالعلاقات الخارجية والأمنية البريطانية مع الاتحاد الأوروبي.

أوكرانيا أهم

البرود الأوروبي تجاه الأزمة البريطانية مع روسيا لا يقتصر على الاتحاد الأوروبي، ولكنه يمتد إلى العديد من الدول الأوروبية بشكل فردي، حيث أن معظمها ذهب إلى تهنئة بوتين بفوزه بالانتخابات الرئاسية، بينما لم يثر الحديث المعتاد عن القمع أو التزوير، وغيرها من الاتهامات التي تلاحق موسكو مع كل مناسبة انتخابية.

يقول عضو البرلمان الألماني، نوربرت روتجين، أن فكرة فرض عقوبات على روسيا ربما تقع على عاتق بريطانيا، والتي ينبغي أن تقوم بدراسة مواقفها في المرحلة المقبلة، أما مسألة الإجماع الأوروبي تبقى غائبة حول ما إذا كان ينبغي أن تتحول العقوبات على روسيا إلى قرار جماعي أم لا، موضحا أنه يتمنى أن تكون حقبة بوتين الجديدة بداية لحل المسائل العالقة مع أوروبا وعلى رأسها قضية أوكرانيا.