التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:25 ص , بتوقيت القاهرة

بعد أزمتها مع روسيا.. كيف باع الغرب بريطانيا لصالح موسكو؟

في الوقت الذي دخلت فيه بريطانيا في صراع دبلوماسي مع روسيا على خلفية الهجوم على عميل روسي سابق يدعى سيرجي سكريبال، يبدو أن الحكومة البريطانية لن تجد داعمين كثر لحملتها التي تستهدف موسكو، حتى من أقرب حلفائها في المرحلة المقبلة.

كانت الحكومة البريطانية قد قررت استدعاء سفيرها من موسكو، كما طردت حوالي 23 دبلوماسي روسي من أراضيه، وهو الأمر الذي ردت عليه الحكومة الروسية بإجراءات مماثلة، حيث قامت بطرد 23 دبلوماسي بريطاني من أراضيها، بالإضافة إلى إغلاق مركزا ثقافيا بريطانيا، بالإضافة إلى الغاء اتفاق من شأنه افتتاح قنصلية بريطانيا في روسيا.

حلم العودة للقيادة

يبدو أن الأزمة الروسية كانت بمثابة فرصة لبريطانيا لاستعادة دورها القيادي، خاصة في حلف شمال الأطلسي، خاصة وأنه كانت هناك العديد من التحليلات التي دارت حول دعم غربي كبير لبريطانيا، في ظل استياء الدول الغربية من السياسات الروسية.

إلا أن أحلام ماي ربما تبخرت، وهو الأمر الذي دفع الحكومة البريطانية للإعلان، أمس الثلاثاء، أن رئيسة الوزراء البريطانية لن تتخذ إجراءات إضافية في الوقت الحالي بصدد روسيا، وهو الأمر الذي ربما يعكس حالة من الاحباط لدى الحكومة البريطانية جراء التخاذل الغربي في دعمها.

موقف أمريكي متخاذل

يبدو أن البريطانيين كانوا يتوقعون دورا أعمق من قبل إدارة ترامب تجاه روسيا، في ظل الحرج الشديد الذي تعانيه الولايات المتحدة جراء ما يثار حول التدخلات الروسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، والتي عقدت في 2016، حيث كان من المتوقع أن تكون قضية استهداف العميل الروسي بمثابة فرصة لأمريكا على الأقل لحفظ ماء الوجه.

إلا أن الموقف الأمريكي جاء على عكس الطموحات البريطانية، حيث تفاجأ قطاع كبير من المحللين والمتابعين للشأن الأمريكي بأن الرئيس ترامب قام بإرسال برقية تهنئة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية، وهو الأمر الذي اعتبره البعض صفعة أمريكية للحليف البريطاني لحساب الخصم الروسي.

بريطانيا لم تعد أوروبية

على الجانب الآخر، يبدو أن الاتحاد الأوروبي لم ينسى أن بريطانيا تخلت عن بقاءها به، وبالتالي لم تتبنى قيادات الاتحاد الأوروبي موقفا قويا لدعم رئيسة الوزراء البريطانية في صراعها الدبلوماسي ضد موسكو، وهو ما يعكس أن هناك حالة من الرفض الأوروبي لأن تكون بريطانيا قائدا للصراع ضد روسيا، خاصة بعد خروجها من الكيان الأوروبي المشترك.

ولعل قيام عدد من مسئولي أوروبا، وعلى رأسهم رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر، بتهنئة بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة دليلا دامغا على تقاعس أوروبا عن دعم بريطانيا في المرحلة الحالية.