هل سيدخل ستيفن هوكنج النار؟
اليوم ارتقى أعظم انتصار بشري..رحل ستيفن هوكينج.
باغتتني هذه الكلمات التي كتبتها القاصة والروائية بسمة عبد العزيز على صفحتها بموقع فيسبوك صباح أمس الأربعاء، والتي أرفقت بها عبارة لهوكينج يقول فيها: لا تنظروا إلى أقدامكم، بل انظروا إلى النجوم".
ستيفن هوكنج
أقول باغتتني لأن رحيل هذا العالم الكبير، نبهني إلى التحديات الكثيرة التي عاشها هذا الرجل، والتي قرأنا عنها في صبانا، فإذا بهذه الأيقونة التي طالما تحدثنا عنها، ترحل فجأة، لهذا كانت المباغتة.
رحل ستيفن هوكنج أمس الأربعاء، ولكن يا للعجب، لم يكن رحيل هوكنج هو الشيء الوحيد الذي تحدث عنه الناس، الذين انقسموا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بشيئين، بعضهم استحضر أعماله واكتشافاته، وآراءه، وهذا كان الشيء الإيجابي الجميل، اكتشاف محبي الفيزياء الكثيرين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والشيء الآخر العجيب الذي انشغل به بعض الناس، هو مصير هوكنج بعد رحيله، هل سيدخل النار، أم الجنة؟
كتبت الصحفية اللبنانية ديانا مقلد على صفحتها بموقع فيسبوك : النقاش الحاصل حول ما إذا كان يجوز أو لا يجوز الترحم على ستيفن هوكينغ فظيع ومثير للشفقة علينا طبعا وليس عليه.
ماذا قدم "المؤمنون" الذين صدمهم الحاد هوكينغ وتغافلوا عن عبقريته وانجازاته الفكرية والعلمية ويستكثرون على البعض الترحم عليه..
حقاً ماذا قدمتم ؟ من أنتم أصلا؟؟
ستيفن هوكنج وجدل دخوله الجنة
أنا هنا لا أرغب في الخوض في حياة هذه الأيقونة، ولا أرغب أن أقدم كتابة أقرب إلى "الويكيبدية" بتذكر أعمال ستيفن هوكينج، وأهم أعماله، لكني أرغب في مناقشة العقلية العربية، وأسباب اتجاه تفكيرنا، للتفكير في مصير الشخص الذي يموت.
لماذا نبحث في مصير الأموات، هل سينتهي بهم الحال إلى الجنة أم إلى النار؟ أليس هذا شيء عجيب؟ وإذا كان المتوفين حينما يرتقوا، يصبح أمرهم بيد المولى، فلماذا ننشغل نحن هنا على الأرض بمصيرهم في العلا..؟ أليس من الأفضل للعقلية العربية أن تناقش مسائل أفضل عقلانية من مسألة " أين سينتهي الحال بستيفن هوكنج ..في الجنة أم في النار؟
كثيرا ما أضبط نفسي أقول: هل من المعقول أن ينتهي الحال بمخترع البنسلين إلى الذهاب إلى النار، فأتورط مثل كثيرين ممن يتحدثون بنفس المنطق، ولكن لماذا لا نناقش أهمية البنسلين في حياة الكثير من المرضي ممن يحتاجوه، أليس الأجدى أن نناقش كتب ستيفن هوكنج، وننشر فصولا من كتابه "تاريخ أكثر إيجازا للزمن" أليس هذا أجدى من نقاش عقيم ينحصر في "هل سيدخل هوكنج النار أم الجنة"؟
وكيف نمنح الصكوك، وكيف ونحن هنا على الأرض، نعطي أنفسنا حق إدخال فلان الجنة؟ وفلان آخر النار؟
أليس هذا عجيب؟ من أعطى البعض مفاتيح الجنة والنار؟ وكيف يحكمون أن رحمة الله لن تتسع لفلان، وستتسع لعلان وترتان دون فلان الأول؟
ستيفن هوكنج وأبطال فيلم نظرية كل شيء
ومن العجيب أن نترك كل القتلة، والفسدة، والجبارين، والمتجبرين، نترك الخوض في سيرتهم، وإفسادهم، ونتائج أفعالهم في البشر، ونتحدث عن العلماء الذين أفادوا البشرية، وقدموا لها علوما، وأبحاثا، فنسأل عن مصيره، ولا نسأل عن مصير المفسدين، أليس العالم هو أقرب إلى المبدع، بل هو مبدع، لأنه خلق نظريته من فرضية تخييلية، وسعى إلى إثباتها؟
لماذا ينتهي الحال بنقاشنا إلى الزج بالعلماء في النار؟ ونتجاهل الحديث عن الفاسدين؟ الذين يفسدون حياتنا؟ هؤلاء الذين يهملون وظائفهم، الذين يتركون المجاري تطفح في شوارعنا؟ أين سينتهي الحال بهم؟ حتى إذا صلوا ألف مرة؟