"لست خائفا من الموت ولست في عجلة من أمري، هناك الكثير أود القيام به أولا".. عبارة اشتهر بها الفزيائي ستيفن هوكينج الذي وافته المنية عن عمر 76 عاما، في منزله بكمبريدج، اليوم 14 مارس 2018.. عائلة هوكينج لم تفصح عن سبب وفاته مكتفية بالقول إنه "مات في سلام" وذلك بعد حياة طويلة كان كل يوم تحديا فيها مع مرض "التصلب العضلي الجانبي" الذي عاش به لمدة نصف قرن رغم أن الأطباء منحوه عامين فقط للحياة.

 

مرض قاتل لم يتمكن من إبطاء عمله في مجال الفزياء فهو صاحب عشرات الكتب والرسائل العلمية وكان حتى موته يقدم محاضرات علمية وكان يخطط للدعاية ضد مشروعات الذكاء الصناعي بدعوى إنها سوف تقضي على الإنسان يوما ما .. كما كان له تصريحات عن دعمه لخطط إيلون ماسك من أجل السفر في الفضاء وانتقال البشر للحياة في المريخ.

 

الحياة مع مرض قاتل ليست أغرب ما في حياة ستيفن هوكينج الذي يبلغ معدل ذكائه 160 درجة ولكن الأغرب أنه كان حصل على درجة "مقبول" فقط في الدراسة ففي الابتدائية كان من أصحاب الدرجات السيئة وببذل الجهد كان يحصل درجة متوسطة.

 

كان ستيفين هوكينج يحب الرياضيات منذ صغر سنه ومع ذلك كان والده يفضل أن يكون هوكنج أحد الأطباء المشهورين .. وكان والده يتحجج بأنه لن يتركه يدرس الفزياء في أوكسفورد لأنه فاشل دراسيا ولن يصرف الكثير من المال في التعليم الجامعي.. ولكن جاءت المفاجأة في أن حبه للرياضة جعله يحصل على الدرجة النهائية في اختبارات القبول الجامعي الأمر الذي مكنه من الحصول على منحة جامعية.

 

هوكينج كان يعتبر أن انجازه الأكبر في الحياة هو نظرية "الكون اللامنتهي" والتي تقوم على أن الكون ليس له حدود وهي النظرية التي كشف عنها في عام 1983.

 

في 2004 فجر ضجة في عالم الفزياء عندما أعلن في أحد المؤتمرات العلمية عن خطأ نظريته في الثقوب السوداء والتي كان يعمل على تطويرها منذ 1997، وقال إن لديه الروح التي تجعله يستطيه الاعتراف بالخطأ وذلك بعدما كان يقول إن الثقوب السوداء تشع بالطاقة.. ولكن المشكلة في نظريته أنها كانت تتعارض في كثير من أجزائها مع قوانين ميكانيكا الكم لذلك قام بالتخلي عن هذه الفكرة.

 

من الطرائف في حياة ستيفن هوكينج أنه كان يؤمن بوجود الكائنات الفضائية ففي العيد الخمسين لتأسيس وكالة ناسا عام 2008 قال إنه يؤمن بوجود الكائنات الفضائية ولكنه لم يثبت بالدليل حتى الأن صحة أو خطأ هذا الاعتقاد.

 

كما عرف عنه سخريته الشديدة من الإنسان الألي الذي يتحدث بصوته لأنه فقد القدرة على الكلام وحده.. والسبب في ذلك أن الإنسان الألي يتحدث بلهجة أمريكية مع أن هوكينج بريطاني خريج أوكسفورد.