التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:23 م , بتوقيت القاهرة

"الحوت الأزرق" و"مريم".. ألعاب مدمرة لحياة المراهقين

أصبحت الآثار الجانبية لـلتكنولوجيا هاجسًا مخيفًا لدى المتابعين للتطور التقني في البرمجيات ووسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، كونها تستحوز على عالمنا يومًا بعد الآخر، وصار تعبير "العالم قرية صغيرة" ليس صالحًا وسط التفكك الأسري والانعزالية التي أحدثتهما مواقع التواصل الاجتماعي.


في أفلام "الديستوبيا" الأمريكية، راهن المؤلفون على أن التطور التكنولوجي قد يطيح بالعالم الذي نعاصره، إذ حذرت المعالجات السينمائية من التطبيقات الحديثة والاعتماد على الذكاء الصناعي للآليين، في عالم الشبكة العنبكوتية الإنترنت، لنجد أنفسنا أمام بعض الألعاب الإلكترونية التي هدفها الترفيه تؤدي إلى جرائم دموية رغم أن ظاهرها اللعب والمغامرة والتسلية.


الحوت الأزرق


"الحوت الأزرق".. لعبة إلكترونية تنهي حياة أكثر من 140 طفلًا ومراهقًا في أنحاء العالم، فمنذ ظهورها عام 2015 بدأت حالات الانتحار تنتشر بين الأطفال الذين يبلغ عمرهم ما بين 10 لـ 16 سنة في عدة دول بطرق متشابه، ومع حلول العام الجديد تفقد الجزائر ضحية جديدة من ضحايا اللعبة الملعونة، طفل مراهق يبلغ عامه الـ 13 ينتحر شنقًا في شقة عائلته بشرق الجزائر.


لعبة الحوت الازرق


"محاولة لتنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقًا، وجميع من خاض هذه اللعبة سعداء بالموت" كلمات قالها مؤسس اللعبة الروسي "فيليب بوديكين" ذو الـ 21 عامًا، في أثناء اعترافه بتسببه في جرائم القتل التي حدثت عن طريقة اللعبة الملعونة التي أسسها، وذلك حسب مقال نشره موقع "ديلي ميل" البريطاني.


تعتمد لعبة "الحوت الأزرق" على أسلوب "غسيل الدماغ" للمراهقين وإدخالهم في حالات اكتئاب، وترسيخ أفكار حول تهمشهم وأنهم ليس لهم وجود أو فائدة، كما تستهدف اللعبة المراهقين الذين يعانون من مشاكل اجتماعية وأسرية تؤثر علي سلوكهم، وتدفعهم للهروب من العالم الواقعي لعالم افتراضي يؤدي لنهايتهم.  


blue whale"" أو "الحوت الأزرق" لعبة تحمل على أجهزة الهواتف الذكية وتتكون من 50 مهمة، إذ تكون المهمة الخمسين هي الانتحار، وتستهدف اللعبة المراهقين ما بين الـ 10 لـ 16 سنة، فبعد أن يشترك المراهق في اللعبة يطلب منه رسم رمز الحوت الأزرق على زراعه بأداة حادة وإرسال صورته للتأكد من أنه مستعد للدخول في اللعبة وتنفيذ المهام التالية.


المهمة الثانية هي الاستيقاظ في وقت مبكر، لاستلام مقطع فيديو مصحوب بموسيقى غريبة تضعه في حالة نفسية كئيبة، تستمر المهمات التي تشمل مشاهدة أفلام رعب والصعود إلى سطح المنزل أو الجسر بهدف التغلب على الخوف، ثم في منتصف المهمات يتحدث واحد من المسئولين عن اللعبة مع المشترك لكسب ثقته والتحول إلى "حوت أزرق" ثم يطلب منه ألا يكلم احد وينعزل ويستمر في جرح نفسه ومشاهدة أفلام الرعب، إلى أن يصل اليوم الأخير وينفذ المهمة الأخيرة وهي "الانتحار"، ولا يُسمح للمشتركين الانسحاب من اللعبة وألا يتعرض للتهديد من المسئولين عن اللعبة بالقتل مع أفراد العائلة.


طالب يرسم الحوت الازرق بألة حادة علي ذراعه


مريم 


لم تكن تلك اللعبة هي الوحيدة من نوعها في استهداف المراهقين، بل ظهر عدد من الألعاب الإلكترونية التي تقوم على عدد من المهمات تدعو في النهاية للانتحار، ومنها لعبة "مريم"، والتي أثارت جدل ورعب، وتقوم اللعبة على طفلة صغيرة تدعى "مريم" تاهت عن منزلها، ويطلب من المشترك أن يساعدها في العودة إليه، وأثناء ذلك تطرح عليه مجموعة أسئلة شخصية عن حياته وأخرى سياسية، وفي إحدى المراحل تطلب منه الدخول للغرفة لمقابلة والدها، وفي النهاية تحرضه على الانتحار وإذا لم يستجيب لها تهدده بإيذاء أهله.


لعبة مريم


تحدي تشارلي


لعبة "تحدي تشارلي" التي انتشرت في عام 2015، وكانت سبب في انتحار بعض الأطفال والشباب، إذ انتحر في ليبيا 10 أشخاص بسببها، وتستهدف اللعبة أطفال المدارس، وتعتمد على اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعى "تشارلي"، ثم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.


ومع انتشار ظاهرة الألعاب الإلكترونية، أجمعت الدراسات على أن الألعاب الإلكترونية تؤثر سلبًا على الأطفال بشكل كبير، من الناحية الجسدية والنفسية، إذ تؤثر على سلوكهم وتدفعهم للعنف والوحدة والانعزال، ونشرت دراسة في النسخة الإلكترونية من مجلة علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية لعالم أمريكي متخصص في علم النفس وباحثين إيطاليين، تؤكد أن خطر الألعاب الإلكترونية بالإضافة أنها سبب إلى ميل الأطفال للعنف وتسبب عيوب شخصية أخرى مثل الميل للشراهة في الطعام وعدم الالتزام بالقيم الاجتماعية، ودعت تلك الدراسات الآباء والأمهات لملاحظة أطفالهم ومحاولة أبعدهم عن تلك الألعاب.


 


اقرأ أيضًا


مصر تبدأ التحرك ضد "الثلاسيميا".. تعرف على أعراض المرض وطرق الوقاية


"بلا أثر".. تحقيق استقصائي يكشف تآكل الأراضي الأثرية في مصر (3-4)