صور.. من القاهرة للمنوفية.. حكاية رحالة مصري "مشي" 17 ساعة
"عندما يتواجد الإصرار سيكون النجاح نتيجة حتمية".. وصف يعد الأنسب لشاب يبلغ من العمر 21 عامًا، لم تمنعه فترة الامتحانات التي تشهدها جميع المراحل التعليمة الآن، أن يقوم بعمله المفضل وهو السفر سييرًا على الأقدام من محافظة لأخرى، وتحقيق اإجاز جديد في مجال رحالة المحافظات.
أحمد محمد مهران، سكان مدينة كفر داود بنفس المحافظة، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الزراعه جامعة المنوفية، نشأ في أسرة متوسطة الحال تتكون من 8 أشخاص حظى هو على الرقم 7 في الأسرة، ورغم صغر سنه أحب عمل الرحالة، للاستفادة من الثقافات المختلفة التي تتمتع بها كل محافظة على حدة.
بداية الفكرة
لكل فكرة نقطة بداية كما يعرف الجميع بما فيهم "أحمد" الذي تحدث عن بداية القصة قائلًا: "ولدت فكرة الرحالة عندما تمكنت من السير على الأقدام من مدينة كفر داود التي أسكن بها وصولًا إلى مدينة السادات، وبلغت مسافة السير 35 كم"، مشيرًا إلى أن أحد أصدقائه هو من عرض عليه أن يمد المسافة أكثر فأكثر، بعدما تحدث معه عن مغامرة السير اليى قام بها إلى مدينة السادات القريبة من معقل مولده.
رحلة الـ 17 ساعة
مع شروق شمس الأربعاء الماضي، دقت الساعة التاسعة والنصف صباحًا، لتعلن عقارب الساعة بداية رحلة "أحمد" من منطقة شبرا الخيمة وصولًا إلى مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، حيث تبلغ المسافة 60 كم، الطريق الريئسي غير ممهد على الإطلاق ما يحتم على "أحمد" سلك طريق آخر بعيدًا عن السيارات المسرعة والمخاطر الأخرى، وبعد تفكير لبضع دقائق قرر الشاب سلك طريق مختصر يوازي الطريق الرئيسي وسط الأراضي الزراعية، ليخطو بين ترع وجسور لمدة 17 ساعة متواصلة.
اللجوء للمساجد
وعن المواقف التي تعرض لها "مهران" فقد أوضح، أنه مر على عدد من القرى والمدن بداية بمنطقة "بسوس"، فعرض عليه بعض الأهالي الطعام والشراب بعد معرفة هويته ورحلة سفره، كما لجأ الطالب إلى المساجد لاستخدام دورات مياهها، ومد جسده بقطرات الماء، لمساعدته على استكمال السير.
رد فعل المارة
ولأن المصريين "أصحاب واجب"، أكد "أحمد" أن مستقلي السيارات عرضوا عليه توصليه إلى أقرب مكان يمرون عليه، لكنه رفض، لافتًا النظر إلى وصف حدهم له بأنه "مجنون" بعد معرفة فكرة الرحلة من شبرا الخيامة وحتى مدينة شبين الكوم.
وفي تمام الساعة الواحدة والنصف صباحًا وصل "أحمد" إلى مدينة شبين الكوم، ليعلن معاها تحقيق رقم جديد في دفتر "الرحالة"، إلا أن ذلك لم يكن كفيلًا من وجهة نظره، فالمرحلة القادمة ستكون إلى الإسكندرية، ثم محافظات الصعيد وصولًا إلى أسوان.
اقرأ أيضًا..
في ذكرى اغتياله.. كيف استعان الإنجليز بالإخوان للتخلص من "النقراشي"؟
بعد انهيار التنظيم في سوريا والعراق.. حيل "داعش" لدخول سيناء