الترقب يسود المكان، ونظرات تجوب الطريق يمينًا ويسارًا، العرق يتصبب من وجوه المارة، ودعوات قلوبهم تخاطب السماء أملة في العبور إلى البر الأخر بسلام، فتاة في العشرينات من العمر، تصرخ بشكل هستيري وسط الشارع أثناء عبورها الطريق، لمشاهدتها سيارة مسرعة مقبلة نحوها، ما جعلها تشعر بأن لحظاتها الأخيرة قد اقتربت.

التشخيص السابق لم يكن مشهد من فيلم درامي لنجم شهير، أو مسرحية كوميدية تُعرض عبر شاشات التلفزيون، لكنه واقع يومي يعيشه طلاب جامعة الأزهر أثناء ذهابهم وإيابهم إلى الجامعة.

أجرى "دوت مصر" زيارة ميدانية لجامعة الأزهر، لرصد معاناة الطلاب اليومية على أبوابها.

"من 8 أيام توفي طالب في كلية إعلام بعد ما عربية خبطته في نفس المكان"، كلمات بدأ بها عبدالرحمن السيد، طالب بكلية الشريعة جامعة الأزهر، حديثه موضحًا سبب صراخ تلك الفتاة، فموت محمد أحمد زكي، الطالب بكلية الإعلام جامعة الأزهر الذي لم تمر عليه سوى 8 أيام، جعل زملائه في جامعة الأزهر يتخوفون من نفس المصير أثناء مع عبورهم الطريق.

"عبد الرحمن" أوضح أن الطلاب تقدموا بطلب إلى رئيس الجامعة الدكتور محمد المحرصاوي، نص على عمل مطب صناعي، أو "كوبري مشاة"، يصل بين باب الجامعة الرئيسي والاتجاه المقابل له على الجانب الأخر من الطريق، حتى لا تتكرر نفس المأساة، وكالعادة مع كل مأساة أذن من طين وأخرى من عجين.

حادثة جديدة

المثير أنه بعد مرور 5 أيام على الواقعة الأولى، وأمام رفض إدارة الجامعة الاستجابة لمطلبهم بعمل كوبري مشاه أو مطب صناعي أمام أبواب الجامعة، تعرض طالب آخر بكلية التجارة لحادث تصادم، لكن القدر كتب له البقاء على يد الحياة، لازمًا الفراش لفترة طويلة.

على أحمد، طالب بكلية تربية جغرافيا جامعة الأزهر، قال لنا "بعد تعرض طالب كلية التجارة لحادثة تصادم جديدة لجأنا مرة أخرى إلى إدارة الجامعة، وكانت النتيجة بنفس الأسلوب السابق وهى الامتناع عن إنشاء كوبري مشاة نظرًا لمرور مسئولين ووزراء على الطريق باستمرار، وهو ما يتعارض مع تأمينهم!!".

وفي السياق نفسه، أوضح حسن علي، طالب بكلية الشريعة، أن إدارة الجامعة تتجاهل كافة مطالبهم للحفاظ على أرواحهم، ما جلعهم يلجأون إلى مواقع التواصل الاجتماعي والميديا، لطرح مشاكلهم، متابعًا "الجامعة هتفضل تتجاهل مطالبنا لحد ما حد تانى وتالت ورابع يموت".

80 ألف جنيه نفقات

وبمواجهة مسئولي الجامعة، أكد الدكتور حسام شاكر، المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر، أنه تم الاتفاق مع هيئة الطرق والكباري على إنشاء "مطب" صناعي أمام الباب الرئيسي، مشيرًا إلى أن الجامعة دفعت مبلغ 80 ألف جنيه لإدارة الطرق والكباري لإنجاز المطلوب، ولم يتم إنشاء "المطب" حتى الآن.

وأضاف "شاكر" في تصريح خاص لـ "دوت مصر" لجأت إدارة الجامعة إلى فتح باب آخر أمام كلية تربية لحل الأزمة، وخصصت البوابة الرئيسية لدخول وخروج السيارات فقط، وسيتم تفعيل القرار خلال الأيام المقبلة.

اقرأ أيضًا

فيديو.. تفاصيل مشروع "كوبري الفنجري" بتكلفة 275 مليون جنيه

فيديو وصور.. نكشف أسباب الإطاحة بوكيل "صحة المنوفية" بعد شهرين من تنصيبه