طرقات متتالية على باب المنزل بشكل يثير الفزع، وصوت جهوري ليس غريبًا على "أم محمود" يهددها من خلف الباب بالقتل؛ إذ لم تفتح له، وسلاح أبيض متسلل من أسفل الباب يحاول أن ينهش من جسد السيدة صاحبة الـ 39 عامًا ما يطوله، تلك مقدمات قضية مقتل سيدة فى عقد عمرها الرابع، على يد زوجها الفرارجي بمنطقة فيصل بالجيزة، بسبب خلافات بينهما.

انتقل "دوت مصر" إلى مسرح الجريمة في شارع حمد ياسين المتفرع من طوابق فيصل، وتحدثنا مع عدد من الجيران والأهالي الذين رووا لنا تفاصيل الجريمة، وما حدث فى ليلة السبت الدامي، الذى انتهى بمقتل ربة منزل تبلغ من العمر 39 عامًا على يد زوجها بدم بارد، بسبب خلافات مالية، تاركةً خلفها 6 أبناء بينهم 3 أطفال بنات.

كانت "س.أ" في زيارة لوالدتها السيدة العجوز جارة المجنى عليها "أم محمود"، وقت ارتكاب الجريمة، وشهدت تفاصيلها وحاولت بشهامة أن تنقذ حياة السيدة من الموت وأجرت اتصالًا بسيارة الإسعاف، والتي حضرت بعد فوات الأوان، تقول "س": "أحنا سمعنا صوت صراخ جامد من الدور إلى فوق وعرفنا على طول أنه من عند "أم محمود" لأنهم دائمًا بييتخانقوا، وبعد فترة نزلت بنتها بتجري وهى مرتبكة وبتقولنا "ماما متعورة الحقوها"، طلعنا على فوق لقينا الست غرقانة في دمها".

تلتقط والد "س" ربة منزل في العقد السادس من عمرها طرف الحديث وتقول بعيون حزينة على فراق جارتها التي سكنت إلى جوارها لمدة عامين لم ترى منها خلالهما سوى كل خير_على حد قولها: "أم محمود كانت غرقانة في دمها على السلم، فطلبنا الإسعاف، وبنتي شربتها مياه وقالت لها تماسكي وأن شاء الله هتكوني كويسة، مر دقائق معدودة وبعدها فارقت الحياة قبل ما تيجي الإسعاف بلحظات".