التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 01:04 م , بتوقيت القاهرة

على طريقة عبد الملك زرزور.. قتل " الشيخ على " والتمثيل بجثته فى الشارع (فيديو)

قتل الشيخ على والتمثيل بجثته
قتل الشيخ على والتمثيل بجثته

9 سنوات فترة زمنية ليست بالقليلة وليست بالكبيرة، لكنها لم تكن كافية لتصفية النفوس من عصبية الانتقام والأخذ بالثأر، ورفض اللجوء للقانون للقصاص العادل من " القاتل القتيل "، كأنك تشاهد بروفا لآخر مشهد من فيلم " إبراهيم الابيض "، مشهد كمين الغدر لبطل العمل الفنان أحمد السقا، وقتله وسحله والتمثيل بجثته على مرأى ومسمع من الناس، لكن ما حدث ليس مشهد البروفا، أنها جريمة قتل بشعة وقعت أحداثها فى وضح النهار وسط نهر احد الشوارع الشعبية بمنطقة الساحل، أبطالها 6 اشقاء دبروا وبيتوا وعقدوا العزم على الغدر وقتل الضحية انتقاما منه على خلفية واقعة قتل سابقة كان ضحيتها والدهم، الذى لقى مصرعه على يد المجنى عليه منذ 9 سنوات.

والد المتهمين القتيل "  على فرغلى " صاحب فرن للخبز البلدى المدعم من الدولة لمحدودى الدخل، حاول أن يستغل هذه الفترة الصعبة فى البلاد، بأن يقوم ببيع الدقيق المدعم الذى تصرفه له الدولة فى السوق السوداء لصالحه بقصد تحقيق أرباح طائلة منه، دون أن يشفق قلبه على المواطن البسيط الذى يعانى من الظروف الصعبة التى مرت بها البلاد فى هذه المرحلة.

 

الأهالى فى المنطقة لم يعجبهم الحال، فقرروا أن يقفوا أمام هذا التاجر، ويردوا فعله بأن يمنعوا هذه المهزلة ويضبطوا العاملين عنده فى الفرن، الذين استغلوا ظلام الليل فى تهريب وبيع الدقيق المدعم لتجار السوق السوداء، على رأس هؤلاء الأهالى البسطاء بطل قصتنا " على حسن "، الذى تصدى وتصدر المشهد ومن وراءه أهالى المنطقة وأوقفوا سرقة الدقيق المدعم من الدولة، فما كان من صاحب الفرن إلا أن أتى إلى الفرن بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا من أحد العاملين عنده أخبره بما حدث من الأهالى ومنعهم لهم بشحن الدقيق المدعم على سيارات تجار السوق السوداء، فحضر على الفور إلى مخبزه الذى كان ما زال مفتوحا يتم إرجاع الدقيق بداخله، محرزا سلاحا ناريا، وما أن وطـأت قدماه أرض الفرن إلا ان أخرج سلاح النارى وصوبه تجاه " على حسن " الذى تصدى لسرقة الدقيق وأطلق عليه عيار نارى أصابه فى كتفه.

 

المجنى عليه " على حسن " لم يصدق ما حدث من صاحب الفرن الذى لم يعطى فرصة للكلام واطلق الأعيرة النارية على أهل المنطقة، على الفور دافع الضحية " على حسن " عن نفسه وعن باقى أهل المنطقة، وأسقط سلاح نارى آخر كان بحوزة أحد أتباع صاحب الفرن، وأخذه وأطلق منه عيار نارى استقر بصدر صاحب الفرن الذى سقط غارقا فى دمائه مفارقا الحياة.

 

الأمر لم ينتهى بعد ذلك، أبناء صاحب الفرن لم يحرروا محضرا ضد المجنى عليه " على حسن "، ليستغلوا الموقف لصالحهم بأن أدرجوا أسم والدهم ضمن شهداء ثورة 25 يناير ليأخذوا معاش الشهيد، لتستمر المعاناة طيلة 9 سنوات ترك خلالها القتيل " على حسن " المنطقة ليبعد عن شر تلك العائلة الدموية، إلا أن الأقدار شاءت أيضا أنه بعد تلك المدة أن يكون مصيره القتل على يد أبناء صاحب الفرن، الذين كانوا دائما يشيعون أنهم سيأخذون ثأر والدهم من الضحية على الملأ وأن يمثلوا بجسده أمام المنطقة، وهذا ما حدث بالفعل بعد 9 سنوات.

 

المجنى عليه أشتاق لزيارة أقاربه فى المنطقة، فذهب لرؤيتهم، فعلم أبناء " فرغلى " صاحب الفرن، فأعدوا له كمين، وأحضروا الاسلحة البيضاء والنارية، وأحضروا 3 سيارات، سيارة تم غلق الشارع بها لصغر حجمه، والسيارتين الأخيرتين تم استخدامهما لخطف المجنى عليه بهما إلى منزلهما بعد أن يكونوا انهوا حياته أمام الأهالى كما كانوا يتوعدون له، 4 أشخاص اختبئوا داخل أحد المنازل فى الشارع منتظرين مروره من أمامه لينقضوا عليه، و2 آخرين قاما بمراقبة الطريق بالأسلحة النارية لمنع تدخل أى شخص لإنقاذ المجنى عليه من بين أيديهم.

 

المجنى عليه مر من أمام المنزل الذى أختبئ به الأشقاء الاشقياء الــ4، فأنقضوا عليه طعنا بالأسلحة البيضاء حتى أسقطوه على الأرض، وظلوا يسددوا له الطعنات تلو الآخرى، أمام مرأى ومسمع من الأهالى فى المنطقة، الذين لم يستطيعوا تقديم المساعدة للمجنى عليه بسبب تهديدهم بالقتل إذا حاولا إنقاذ "على حسن" من بين أيدهم.

 

لم يكتفى بذلك الأشقاء، بل أصطحبوا المجنى عليه معهم فى إحدى السيارات وجابوا به شوارع المنطقة، ليتفاخروا بنصرهم الإجرامى، وما أن وصولوا أمام منزلهم قاموا بإنزاله من السيارة، وألقوه فى الشارع، ليقوموا بتمثيل نفس المشهد مرة آخرى أمام باقى نسائهم وزوجاتهم وأقاربهم الذين أطلقوا الزغاريد ابتهاجا وفرحا بقتل المجنى عليه وأخذا بالثأر منه، ثم تركوه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة أمام الأهالى دون أن يتدخل أحد، ثم لاذوا بالفرار.

" ألله يرحمه مكنش يستحق كده، راجل ولا كل الرجاله، المنطقة كلها حزنت عليك يا على، ربنا ينتقم من المجرمين اللى قتلوك، ومش هنسيب حقك مهما حصل "، هذه كانت كلمات الأهالى فى المنطقة الذين عبروا عن حزنهم وغضبهم عن ما حدث للمجنى عليه أمام أعينهم دون أن يستطيعوا أن ينقذوه من بين أيدى هؤلاء المجرمين.

 

فى البداية يقول " أحمد حسين " أبن عم المجنى عليه، أنه فى يوم الواقعة، أتى إليه الشيخ على القتيل، وكان لم يره منذ فترة بعيدة بسبب تركه المنطقة على خلفية ما حدث فى عام 2011، ثم خرج من عنده وترك أبنائه عنده ليذهب ليرى باقى أقاربه، إلا أنه فوجئ بأحد الجيران ينادى عليه ويخبره، بأن أبناء " فرغلى " صاحب الفرن، يعتدون على الشيخ على، فهرع إلى الشارع فشاهدهم الجريمة بأكملها دون أن يستطيع أن يتقدم لينقذ أبن عمه بسبب تهديد البلطجية الذين استأجروهم ابناء صاحب الفرن بالأسلحة النارية ليروعوا الأهالى ويمنعوهم من إنقاذ الضحية منهم.

 

ويضيف أبن عم الضحية، أن أبناء الشيخ على أصابتهم حالة من الذعر والرعب منذ الحادث وحتى الآن بسبب هول ما حدث لوالدهم على يد هؤلاء القتلة المجرمين، لافتا إلى أن ما قام به القتلة هو أبشع أنواع وصور الجريمة، واصفا ما قام به الجناة من فعل إجرامى يدل على دمويتهم وعدم انسايتهم، موضحا أن الثأر يتم أخذه من الشخص دون أن يتم التمثيل بجثته، إلا أن هؤلاء المجرمين لم يكتفوا بقتل الشيخ على دون حق، بل أيضا قاموا بالتمثيل بحثته والتباهى بدمه وقتله أمام الأهالى، ليؤكدوا على بسط نفوذهم وسطوتهم على المنطقة بأثرها.

 

ويطالب أحمد القضاء العادل بالاقتصاص العادل والسريع من المتهمين لما قاموا به من جرم بشع يستحق الإعدام فى ميدان عام ليكونوا عبره لغيرهم ممن تسول لهم نفسهم، السعى فى الأرض فسادا وطغيانا وسفكا للدماء.