التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 04:41 م , بتوقيت القاهرة

والضحكة تهون "حتى السرطان".. ميرنا تحارب المرض بـ"فوتوسيشن" "فيديو"

ميرنا وشقيقها
ميرنا وشقيقها

وجهت إليه كلامات قاسية ووصفته بالوقح اللعين، ميرنا فتاة من الفولاذ الذى لا يصدأ ولا يقاوم فهو صلب عنيد لا يكسر، واجهت المحن والشدائد بالابتسامة والصمود حتى تحولت إلى أيقونة لغيرها لشجاعتها وإيمانها اللذان كانا حائطا منيعا أمام السرطان الوقح، ميرنا الفتاة الجميلة خرجت فى "فوتو سيشن" بدون شعر، وقررت أن تواجه الحياة والناس وتقبل تحدى اللعين بالابتسامة فانتشرت صورها على "السوشيال ميديا" انتشار النار فى الهشيم ولاقت إعجاب الجميع وتلقت سيلا هائلا من التعليقات الإيجابية لشجاعتها وجرأتها.

                             

ميرنا فتحى، فتاة من الإسماعيلية  عمرها ١٦ عاما، ولكنها قررت تحدت السرطان بالضحكة وانتصرت عليه قبل أن يكسرها فى أولى جولاتها معه .

 

تقول "محاربة السرطان"، إنها علمت بمرضها الوقح في يوم عيد ميلادها السادس عشر، عندما ذهبت إلى الطبيب للفحص وأخبر أهلها بالمرض وقال لها أن مناعتى ستضعف شيئا فشيئا هنا أدركت أننى مصابة بهذا المرض، شعرت بالصدمة فى بادئ الأمر خاصة عندما علمت ان شعرى سيسقط أمام عينى واحدة تلو الأخرى، نمت فى هذا اليوم وعينى مليئة بفيضان من الدموع خاصة أننى مقبلة على جولات من الألم التى لا تنتهى.

 

وتابعت، استيقظت ثانى يوم فى الصباح وكأن شيئا لم يكن هنا أدركت أن الله عز وجل بيحبني عشان كدا إبتلاني، ووضعنى فى هذ الاختبار والتحدى فأنا ابنة مصر التى لا تهزم ولذلك سأحارب حتى النهاية حتى أطلق عليا رواد السوشيال ميديا "محاربة السرطان"، التى تحارب السرطان بالضحكة والأمل لا بالسيف فتوجهت إلى حلق تاج رأسى الذى هو عنوان أى فتاة قبل أن يجبرنى الوقح على حلقه، فأول خصلة شعر نزلت كانت تنزل دموعى معها ولكنى تماسكت عندما رأيت أخى حليق الرأس مثلى هنا شعرت أننى لست وحدى.

 

واستكملت، كنت بحس أن ربنا بيطبطب عليا مع كل ألم، الحزن تغلغل إلى كافة أفراد الأسرة والأصدقاء وكل من علم بالأمر، وبعد فتره قصيرة قمت بعملية لاستئصال جزء كبير من الورم المتواجد فى أنفى وبدأ الكيماوى تغلغل فى عروق جسدى وفى كل حركة منه يكون الألم لا يتحمله بشر حتى وصل الأمر أن جميع عروق جسدى تحولت إلى اللون الأزرق ولم يجد الأطباء عروق أخرى ليعطونى الكيماوى وبدأت فى أخذه فى عروق رقبتى.

 

وأشارت إلي أن المعاناة التي عشتها أثناء إدخال الكيماوى على جسمها جعلها لم تستطع أن تعيش حياتها مثل السابق فالأمر كان قاصي لإلزامها باحتياط أمان واجب اتباعها لأن المناعة عند المصاب بالسرطان صفر.

 

وأكدت، أن الأمر في بدايته لم يكن سهل تقبله علي الإطلاق، وإنها لم تكن قوية فى البداية لهول المرض، وبعد مرور الوقت أيقنت أن صبرها علي هذا الابتلاء ما هو إلا اختبار من الله عز وجل لها وأن الله يحبها لذلك ابتلاها وسيخرجها مما هى فيه لاختبار صبرها وأنها قررت مواجهة المرض بالابتسامة.

 

وأردفت فتاة الصمود، أن شعر الفتاه أهم شيء تمتلكه وأنها كانت تحبه جدا وأنه كان بالنسبة لها تاج رأسها، وبسبب السرطان اضطرت لخلع تاجها وهي تعلم أن ملامحها ستتغير تماما وقام شقيقها بتصويرها فيديو وهي تقوم بقص شعرها حيث أنها بكت فى بداية الأمر ولكنها توقفت عن البكاء بعد أن رأت شقيقها يدخل عليها وهى حليقة الرأس تماما مثلها، مستكملة، بعد فتره قررت أن أنزل للشارع مع أخي مهند للتنزه وعمل جلسة تصوير "فوتوسيشين" الأمر الذي انتشر انتشارا واسعا علي "السوشيال ميديا" بعد أن قام المصور بنشر الصور على السوشيال ميديا وهى حليقة الرأس وأدي إلي انتشار قصتى بشكل واسع وسريع مع كم هائل من التعليقات الداعمة لى من الجميع والتحفيز لى أننى قويه ولا أخاف من هذا المرض اللعين .

 

وأضافت، أنها لم تيأس يوما من رحمة الله تعالى بل كانت تشعر دائما بأنه بجانبها "كنت بحس إن ربنا بيطبطب عليا في كل وقت وفي كل لحظه أنا بمر بيها صعبه"، فكانت تشعر بذلك في صبرها علي الابتلاء في تشجيع الناس لها ودعائهم لها فهي تحكي أن أكثر تعليق أثر بها عندما قرأت تعليق من فتاة تقول لها أنها مريضة أيضا بالسرطان وأنها كانت تخفي ذلك عن الجميع وبعد أن شاهدت فيديوهات ميرنا ورأت إصرارها علي المحاربة والاستمرار رغم صغر سنها تشجعت وصارحت الجميع بأنها مريضه بالسرطان وقامت أيضا بتصوير نفسها وهي تخلع تاجها .

 

وتابعت ميرنا، أن التشجيع لم يقتصر فقط علي أصدقائها وجيرانها فقط بل وصل الأمر إلي لاعبي كرة القدم والفنانيين فقام أكثر من لاعب بتصوير فيديوهات لها وهم يشجعونها ويتمنون لها الشفاء، واختتمت حديثها بأنها ستظل صامدة في وجه المرض متمنية من الله أن يشفيها.

وتمنت، أن تأتى إليها حمامة برسالة ذات يوم ومعها رسالة من طبيبها يقول لها فيها أنها تعافت تماما من المرض الوقح الذى تغلغل فى جسدها، كما تمنت رسالة أخرى من الله عز وجل يقول لها فيها أنها نجحت فى الاختبار الصعب وأنه سيكافئها بكل ما هو جميل .

أما حديث الأم فجاء متزن وثابت

"جيهان حمدى"، الأم الملكومة بصوت خافت مملوء بالأمل، تقول إنها عندما علمت بمرض ابنتها ميرنا لم تصدق الأمر في بدايته خاصة أنها فى سن صغير وانهارت في البكاء لما يحمله هذا المرض من ألم فى بدايته وكنت فى غاية الخوف مما سيطرأ على ابنتى وهل ستتحمله أن تكون نهايتها، ولكننى توجهت إلى الله عز وجل قائلة "إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أخذ ولله ما أعطى".

وأشارت الأم إلي دور شقيقها مهند فى تغيير حالتها النفسية الذي كان يبذل قصارى جهده لإسعادها فكان يأخذها بعد كل جلسة "كيماوي" للتنزه واللهو لكي يخفف عنها ما هي فيه فكانت ترجع من كل جلسة محطمة جسديا ونفسيا فكان يفاجئها بأشياء غير توقعة .

وأوضحت، أن ميرنا في الصف الأول الثانوي وبسبب جلسات العلاج تغيبت عن الدور الأول من الامتحانات ولكن بفضل الله ثم إصرارها قامت بدخول الدور الثاني من الامتحانات ونجحت وانتقلت إلي الصف الثاني الثانوي، مستكملة أن ربنا سبحانه وتعالى أعطاهم ميرنا أمانه لمدة ستة عشر سنة وأن هذا الابتلاء به حكمة كبيرة من الله عز وجل وبكل الأحوال هما راضين بكل ما يأمر به المولى عز وجل.

أما مهند شقيقها فكان الجندى المجهول فى هذه القصة، حيث يقول إن ميرنا كانت تحب شعرها جدا وأنه بالرغم من حبة لشعره أيضا قام بمشاركتها آلامها في قص شعرها وقام هو أيضا بقص شعره لكي يخفف عنها، مشيرا إلى أن السعادة التي شعرت بها عندما شاركها لأنها تعلم أنه يحب شعره وأنه فعل ذلك من أجلها كانت بمثابة دفعة كبيرة لها، وبالنسبة "للفوتوسيشن" قال إن ميرنا كانت ستصور الجلسة "بالباروكة" ولكن بعدها أقترح عليها أن تقوم بخلع الباروكة وتقوم بتصوير الجلسة بشكلها الطبيعي مؤكدا لها أن جمالها يكمن بداخلها وأنها لا تحتاج لشعر مستعار لكي تبدو جميلة لأنها بالفعل جميلة جدا.

مختتما حديثه أن كل ما يطلبه من الله عز وجل أن يعافيها ويراها بخير لأنها أكثر إنسانه يحبها في الدنيا فى الشقيقة الوحيدة.