التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 05:36 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. نجوم احتفالية قادرون باختلاف يكشفون كواليس لقاء الرئيس

نجوم احتفالية قادرون باختلاف
نجوم احتفالية قادرون باختلاف

كشف عددا من نجوم احتفالية "قادرون باختلاف" والتى نظمها الاتحاد الرياضى المصرى للإعاقات الذهنية بمناسبة اليوم العالمى لذوى القدرات الخاصة، لقائهم بالرئيس عبد الفتاح السيسى.

وقالت يمنى طارق، - متحدية إعاقة حركية - وبطلة الجمهورية فى رياضة الكاراتية، عادة نسافر لدول كثيرة لتمثيل مصر فى مسابقات عدة، نلعب أمام جمهور كبير ولكن هذه هى المرة الأولى التى أقدم فيها عرضا أمام رئيس الجمهورية، لذلك انتابنى شعور مختلط ما بين التوتر والسعادة، وتضيف: كنا أمام تحد وبذلنا قصارى جهدنا لنظهر مستوانا الحقيقى أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى ليعرف قدرات الفرقة التى مثلت مصر فى بطولة إسبانيا الأخيرة وعندما طلبنا منه فور انتهاء العرض أن يصعد على المسرح ليصافحنا استجب على الفور وهذا شىء غير متوقع بالنسبة لى.

وتتابع: هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها الاحتفاء بأصحاب القدرات الخاصة من قبل رأس الدولة، وبشكل عام نظرة المجتمع ككل تغيرت تجاهنا أمام هذه الاهتمام الرسمى وخاصة بعد تخصيص عام كامل لذوى الإعاقة فعلى سبيل المثال أصبح هناك تسهيلات أكثر تقدم لنا فى المصالح الحكومية.

وعن تفاصيل الحوار الذى دار بينها ورئيس الجمهورية تقول يمنى: شكرته كثيرا عندما صعد لمصافحتنا وقال لى "لا شكر على واجب أنتم أولادى وأفخر بكم كثيرا كافة طلباتكم مجابة."

وعن تفاصيل إصابتها تقول يمنى: أنا إنسانة طبيعية لدى أحلام وطموحات أعيش سنى، أمرح وألهو مع أصدقائى أمارس رياضتى المفضلة، ولكن فجأة بين ليلة وضحاها استيقظت من النوم لا أقوى على تحريك ساقى، أصيبت بالتهاب فى النخاع الشوكى أعاقنى عن الحركة تماما وتحولت من فتاة تعشق الكاراتية وتمارسه بشكل طبيعى لأخرى تبحث عن أى وسيلة تمكنها من الرجوع وممارسة رياضتها المفضلة حتى ولو على كرسى متحرك.

وتضيف: كنت أمارس رياضة الكاراتيه منذ طفولتى وحتى بلغت 13 عاما وفور إصابتى توقفت فترة عن اللعب، وانشغلت بالدراسة خاصة أن حلمى كان الالتحاق بكلية الهندسة وعلى الرغم من الصعوبات التى واجهتنى ونصائح البعض لى للالتحاق بأى كلية نظرية، إلا أننى أصررت على بلوغ الهدف وبالفعل التحقت بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم كمبيوتر وفيما يتعلق بالرياضة عدت للعب الكاراتيه مرة أخرى مع اختلاف المشهد وتحولها من فتاة تلعب على قدميها لأخرى تقاتل على حلمها من خلال كرسى متحرك، وعلى الرغم من إعاقتى إلا أننى تمكنت من إحراز مراكز وبطولات كثيرة وحصلت على العديد من الميداليات.

وتتابع فتاة العشرينات: أسرتى كانت عاملا أساسيا ومحفزا قويا فى هذه الرحلة، وأحلم بالانضمام لمنتخب الكاراتيه وأن أعمل فى شركة ميكروسوفت للبرمجة وأخيرا أنصح كل من مر تجربتنا بعدم اليأس والمواصلة لبلوغ الهدف مهما كانت الصعاب".

اما نانسى عاطف، متحدية إعاقة حركية، ومدربة بالية مائى، فتقول عن مشاركتها فى الاحتفالية وغنائها امام الرئيس قائلة : كلمات الأغنية استوقفتنى كثيرا عندما سمعتها فى المرات الأولى، فى كل مرة كنت أريد البكاء وأحاول أن أتمالك نفسى، ببساطة كلمات الاغنية تعنى كل ما نريد قوله، ونحاول أن نفعله فى حياتنا اليومية، نحن بحاجة للتوقف عن الحكم على الناس ظاهريا، والإيمان بالفروق التى وضعها الله فى كل منا والتساوى فى الحقوق والواجبات بيننا جميعا "

وتضيف نانسى: كنت متوترة جدا لمشاركتى فى حدث بهذا الحجم فلم أتخيل يوما أن اقدم أغنية أمام رئيس الجمهورية، وزادت سعادتى بعد الحفل من ردود أفعال الناس، وعن تفاصيل اختيارها للمشاركة فى الاغنية قالت نانسى: أجريت اختبارات ووقع على الاختيار للمشاركة فى أوبريت الجيل الصاعد وأثناء التحضير له اختارونى للمشاركة فى أغنيه نفس الحروف برفقة الفنانة دنيا سمير غانم، وأتمنى أن تكون هذه هى البداية وان يستعين بى الملحنين فى أعمال أخرى بعيدا عن اختلافى الجسدى.

وتحكى نانسى تفاصيل إصابتها المفاجئة أيضا فتقول: فى ساعات معدودة أصبحت لا أقوى على الحركة، أنهيت تدريبى مع الأطفال واستعديت للرحيل، ولكن هذه المرة شعرت بألم فى ساقى لم استطع التحرك بعده.

خرجت ابنة الخمس والثلاثين عاما من النادى بصعوبة شديدة، واستقلت سيارة أجرة تنقلها لمنزلها، وهناك تكرر الأمر مرة أخرى حتى أصبحت عاجزة عن الوقوف على قدميها نهائيا. "ترددت على عيادات كثير من الأطباء، وفشلوا جميعا فى تشخيص حالتى ولم يتوصلوا لسبب، مررت بمراحل اكتئاب، ومكثت بالمنزل قرابة عام وانقطعت عن الجميع".. هكذا تصف نانسى، حالتها النفسية التى جعلتها تعتزل الحياة، وترى ما حدث مبررا كافيا لها لكى ترحل عنها، حتى جاءت نقطة التحول وبداية الانفراجة، عندما أرغمتها والدتها على الخروج والذهاب للنادى واستئناف عملها.

"والدتى اشترت لى كرسى متحرك، وساعدتنى فى الذهاب والإياب للنادى، لأمارس عملى مرة أخرى، وظل الأمر هكذا لمدة عامين ونصف، أعتمد عليها تارة وعلى أشقائى تارة أخرى، حتى تعرفت بالصدفة على إحدى المؤسسات الخيرية الداعمة لأصحاب القدرات الخاصة، وعملت بها، وأصبحت مسئولة عن ملف المشروعات فيها ".

وتضيف: كان بداية التحدى بالنسبة لى أن أعتمد على نفسى تماما فى الذهاب إلى العمل والرجوع منه، أتذكر جيدا أول مرة خرجت فيها بمفردى من باب المنزل سرت فى الشوارع بمفردى بصحبة الكرسى المتحرك، كان شعورا مختلفا تماما، وأنا أواجه المجتمع بمفردى، دون الاعتماد على أحد، ولكنه فى نفس الوقت كان بداية حياتى الجديدة بشكل حقيقى. وبشكل عام وبعد مرور ما يقرب من 10 سنوات بعد اصابتى : نظرتى للحياة اختلفت وأدركت معنى اننا قادرون فعلا باختلاف.

ومن بين المشاركين فى الاحتفالية أيضا، كانت الطفلة نيرة عصام لاعبة الفلوت وبطلة الجمهورية فى رياضة الفروسية، والتى شاركت بالعزف امام الرئيس فى الاحتفالية، وعن تفاصيل المشاركة تقول متحدية متلازمة داون، كنت سعيدة جدا اثناء عزفى امام الرئيس لدرجة انى بكيت من شدة تأثره وحبى له.

وتقول والدتها والتى رافقتها فى مشوارها العلاجى والتأهيلى حتى اتقنت العزف على آلة الفلوت الموسيقية وحققت خطوات متقدمة فى رياضتى الفروسية والسباحة: فور ميلاد نيرة لم أعلم أنها مصابة بمتلازمة داون، وشقيقتى هى من اكتشفت الأمر لم أتأثر على الإطلاق وحمدت الله كثيرا على نعمته وبدأت عمل وتأهيل مع نيرة بعد ولادتها بــ14 يوما ققط، واستمررت معها حتى حققت خطوات ناجحة كثيرة فى حياتها واقتحمت مجالات مختلفة.

وتضيف الأم : بالتأكيد كان لدى تساؤلات كثيرة فى البداية ولكن نمو نيرة كان يسير بشكل وخطى طبيعية للغاية حتى دراستها التحقت منذ مرحلة التمهيدى وحتى الصف السادس الإبتدائى بمدارس الأسوياء وكان المعلمين معجبين جدا بذكائها وسرعة تعلمها حتى انتقلت لمدارس الدمج ولا شك أن اشقائها كان لهم دور فى تربيتها وتعلمها الكثير، وكل ما اتمناه هو أن تعتمد نيرة على نفسها بشكل كامل فى المستقبل ولا تحتاج لمساعدة أحد.

محمود عبد البارى، متحدى متلازمة داون، وبطل الجمهورية فى السباحة، متعدد المواهب واحد الوجوه البارزة فى احتفالية قادرون باختلاف، يقول : تمنيت كثيرا مقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسى وتحققت الأمنية، شعرت أن قلبى فرحان عندما غنيت أمامه، وأنا أحب مصر كثيرا.

الخطوات الإيجابية التى حققها محمود فى حياته كان لوالدته أيضا دورا فيها بفضل دعمها ومساعدتها له، حيث تقول: شعرت اثناء حملى فى محمود أنه سيكون مصاب بمتلازمة داون وعندما أردت إجهاضه رفض الطبيب، وحاليا أندم كثيرا لمجرد تفكيرى بهذا الشكل فمحمود الآن هو الصديق والأب والأخ بالنسبة لى يسهر على راحتى ويساعدنى فى كل شىء لا أتخيل الحياة بدونه خاصة بعدما فقدت ابيه وانشغل عنى أشقاؤه بتفاصيل الحياة.

وتضيف: خضت رحلة طويلة لتأهيل محمود وواجهت تحديات وصعوبات لتغيير نظرة المجتمع تجاهه وهذا بفضل المركز القومى للبحوث ومنظمة كريتاس والتى ساعدتنى كثيرا فى عملية التأهيل والتدريب حتى أصبحنا أمام بطل جمهورية فى رياضة السباحة وإنسان متعدد المواهب ما بين الرياضة والتمثيل والغناء وكل ما أتمناه أن تستمر النظرة الجيدة للمجتمع تجاه مصابى متلازمة داون وأن يدرك الجميع أنهم أناس طبيعيون لديهم قدرات مختلفة ومتميزون وقادرون على تحقيق أى شيء فقط يحتاجون للإيمان بهم.