التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:42 م , بتوقيت القاهرة

شاهد.. الطالبة المعجزة بأسيوط هزمت الإعاقة والأمية وتكتب برجلها

الطالبة المعجزة بركة
الطالبة المعجزة بركة

مع كل فجر جديد، تثبت المرأة الصعيدية، قدرتها علي تحدي الصعاب وصناعة المعجزات بالعزيمة والإرادة، ففي بيت صغير بقرية بني سميع بمركز أبوتيج في أسيوط، ولدت "بركة" وسط ثلاث شقيقات، وحرمتها إعاقتها من التمتع بطفولتها مقارنة بأقرانها إلا أن الإرادة لا تعترف بالإعاقات، فاستطاعت التغلب على إعاقتها وتحويلها لمصدر قوة تستمد منها طاقتها في التعلم والنجاح.

وتقول "بركة كمال شنودة" ابنه الـ34 عاما: "منذ صغري وأنا أحلم بتعلم القراءة والكتابة كمثل الكثير من الفتيات في سني، وكان عمر آنذاك لم يتجاوز الـ8 سنوات، ولكن ظروفي منعتني من الالتحاق بالمدرسة، وظللت أبكي وشاهدني والدي فتأثر بذلك، فقام باصطحابي للمدرسة ولكن مدير المدرسة رفض استقبالي بحجة أن عمري أكبر من سن القبول، بعدها قررت الالتحاق بمركز التأهل المهني الخاص بالفتيات بمدينة أسيوط، ولكني تركته بعد فترة نظرا لبعده عن مركز أبوتيج وعدم قدرتي علي مفارقة أسرتي".

وأضافت "بركة"، قررت الالتحاق بفصول محو الأمية لتعلم الكتابة والقراءة و الحصول على شهادة محو الأمية وفي كل مرة كنت أدخل امتحانات محو الأمية ولكن هذه المراكز لم تكن تمنحنى أي شهادات، حتى كان القرار الأخير بضرورة حصولى على شهادة محو الأمية وحصلت عليها، بعد المشاركة في مبادرة قريتي بلا أمية وهذا ليس نهاية المطاف بل هو بداية الطريق لتحقيق حلمي وإكمال تعليمي.

وحول عملها في المنزل كأي فتاة، تقول بركة: أقوم بمساعدة أمي بكل خدمات المنزل بنفسي، كما أنني تعلمت حرفة حياكة الملابس، وذلك لحبها لوالدها والرغبة في مساعدته، حيث أنه فلاح بسيط يعمل بالأجر ومع تقدم السن بات غير قادر على العمل ويعيش من بعض الجنيهات التي يحصل عليها من معاش الضمان الاجتماعي منذ نحو عام بعد بلوغه الـ65 عاما، فكان الدافع الأساسي لعمل بركة في حياكة الملابس البسيطة باستخدام قدمها، وكانت تعمل في صيدلية لفترة، فيما تتمنى أن يساعدها أحد في إعادة بناء منزلهم".

وتوجه بركة رسالة للشباب في نهاية حديثها: "الإعاقة ليست في الجسد، بل في العقل، بإيدك تعمل أي حاجة، بس الأهم العزيمة والإرادة دول اللى بيصنعوا المعجزات".