تستيقظ الحاجة "آمنة" البالغة من العمر 67 عاما، والقاطنة بقرية الواسطى التابعة لمركز الفتح بأسيوط مع آذان كل فجر جديد أو قبلة بأقل من ساعة لتستعد لكفاح يوم طويل بأحد أسواق المحافظة الشعبية "سوق شارع رياض"، حيث يعرض أبناء القرى نتاج حقولهم من خضر وفاكهة وأفرانهم من مخبوزات بلدية بشتى أنواعها لسكان المدينة.

وتذهب آمنة لبعض الفلاحين في قريتها تشترى من حلقه اليوسفي والخس والبقدونس والجرجير وبعض الخضروات لتأخذ سيارة القرية إلى مدينة أسيوط، وتبدأ فى فرش بضاعتها فى السوق وبجوارها زوجها المسن لكى تصرف على أسرة مكونة من 5 بنات وزوج مسن لا يقوى على الحركة و5 أطفال آخرين تركهم لها  ابنها الوحيد المتوفى.

تقول آمنة إنها منذ سنوات طويلة وهى تجلس فى هذا السوق تبيع الخضروات والجرجير والخضرة والخس لسكان المدينة، حيث الأسعار أقل كثيرا من محال الخضروات والفاكهة، ولم تر للراحة طعم طيلة حياتها، خاصة بعد أن كبر زوجها وتوفى ابنها الذى كان سندا لها وترك لها حملا كبيرا تدعو الله أن يعينها عليه، وهو ابنائه الخمسة من الأطفال الذى تركهم بلا مصدر دخل أو معاش لكى تصرف عليهم منه فضلا عن زوجها المسن البالغ من العمر 73 عامًا، والذى  هاجمه المرض من ضغط وسكر فأصبح غير قادر على الحركة عدا قدومه معها عبر المواصلات إلى السوق ليكون بجوارها فى السوق.

وأضافت "آمنة" أنه لا يوجد لديهم أي دخل عدا معاش تكافل وكرامة ، وهو " 500" جنيه شهريا، وما تربحه من تجارتها في السوق لكى تصرف به على 13 فردًا في الأسرة هما بناتها الستة ، و5 ابناء لإبنها المتوفى.