«أكاذيب تميم» تشعل الأزمة القطرية
منذ بداية الأزمة القطرية في الخامس من يونيو الماضي، وإعلان عدد من الدول العربية والإسلامية مقاطعة الدوحة دبلوماسيًا، ونظام الحمدين يعاند ويكابر، ويركب رأسه؛ ظنًا منه أنه قادر على مواجهة الدول التي تضررت من دعمه وتمويله للجماعات والتنظيمات الإرهابية في المنطقة، إضافة إصراره على التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول؛ بهدف إيجاد دور أكبر من حجم الإمارة الخليجية الصغيرة.
عناد «تميم بن حمد»، وتصرفاته «غير المسؤولة»، لا يمكن أن تصدر من حاكم «بكامل قواه العقلية»، بل من شخص لا يدرك قيمته «الضئيلة»، ويتطلع للعب دور أكبر من حجمه.
الغباء، والغطرسة، والتآمر، والجحود، والاضطراب النفسي.. مجموعة من «العقد النفسية» التي يعاني منها الأمير «الصغير»، وفقًا لمتختصين في تحليل الشخصيات. تجلى ذلك بوضوح في إطاحته برئيس وزراء أبيه «حمد بن جاسم»، وإزاحته أبناء عمومته من المشهد، واعتقال «أخيه» بعد أن اشتم منه رائحة خلافته في السلطة، واستعانته بـ«عزمي بشارة» الذي باع وطنه وارتمى في أحضان اليهود، وإكرامه لـ«مفتي الدم» يوسف القرضاوي، وإصراره على رفض مطالب الدول العربية الـ13، وتوسعه في الاستعانة بالإيرانيين والأتراك.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتوصل إلى حل «عربي» للأزمة القطرية، والترحيب بالوساطة الكويتية، إلا أن «مراهقة» تنظيم الحمدين قوض هذه الجهود، ووضع أمير الكويت في مأزق أكثر من مرة.
في السابع من سبتمبر الحالي، التقى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، وقال إن قطر مستعدة لتلبية المطالب الـ13، معربًا عن تفاؤله في حل الأزمة «دبلوماسيًا». لكن «خانه التعبير»، حين ألمح إلى «وقف أي عمل عسكري».
تعبير «وقف التدخل العسكري» الذي استخدمه أمير الكويت، أعطى مبررًا لوزير الخارجية القطري، للهجوم على دول مجلس التعاون الخليجي، والمتاجرة بها إعلاميًا. لكن الدول الأربع سارعت إلى إصدار بيان مشترك قالت فيه إنها «تأسف على ما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة بوقف التدخل العسكري»، مؤكدة أن «الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحًا بأي حال»، وأن «تصريحات وزير خارجية قطر تعكس عدم وجود رغبة في إنهاء الأزمة»، إضافة إلى تأكيدها على «رفض أي شروط مسبقة قبل إجراء أي حوار مع الدوحة».
وما حدث بالأمس من تميم ورجاله، يثبت- بما لا يدع مجالًا للشك- أن تنظيم الحمدين «غير جاد»، أو «غير راغب» في حل الأزمة. فالأمير القطري اتصل هاتفيًا بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وأعرب عن رغبته في الجلوس على طاولة الحوار، وأبدى استعداده لمناقشة مطالب الدول الأربع بما يحقق مصلحة الجميع، ورحب «بن سلمان» بمطلب تميم، وطلب منه تعيين مبعوثين لحل الأزمة.
لكن، ولأن تميم ونظامه، ووسائل إعلامه يتنفسون كذبًا، فقد نشرت وكالة الأنباء القطرية خبرًا «محرفًا»، ادعت فيه أن اتصال تميم بمحمد بن سلمان، وتعيين مبعوثين، جاء بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
هذه الأكاذيب دفعت وزارة الخارجية السعودية إلى الرد بأن ما نشرته وكالة الأنباء القطرية «لا يمت للحقيقة بصلة، وأن اتصال كان بناءً على رغبة قطر، وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب، وأن تحويرها للحقائق يعكس عدم جديتها».
وبلغ الأمر مداه بإعلان السعودية «تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة فى قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني».
هنا نتساءل: ما الذي يريده تنظيم الحمدين في قطر؟ وهل يعي خطورة تصرفاته الصبيانية؟ وإلى أي مستقبل يقود بلاده؟ وعلى أي شيء يراهن، على حكمة وحلم وصبر زعماء الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، أم على تدخل أعوانه الإرهابيين لمساندته، وإخراجه من المستنقع الذي أوقع فيه الشعب القطري؟
الإجابة عن كل هذه التساؤلات مرهونة باستجابة تنظيم الحمدين للمطالب الـ13، خاصة وأن الدول الأربع أكدت مرارًا عدم تنازلها عن هذه المطالب مقابل عودة العلاقات مع الدوحة.