النذالة القطرية لم تتوقف عند دعمها للجماعات الإرهابية بالمنطقة، بل تمادت لتصل إلى الحد الذي تجاهل فيه النظام القطري الدول التي وقفت إلى جوار قطر في أزمتها مع دول الخليج، ولعل المثال الأبرز في هذا الإطار يتمثل في المملكة المغربية.

فعلى الرغم من أن المغرب كانت إحدى الدول التي قررت الوقوف على الحياد تجاه الأزمة القطرية، ولم تتجه نحو اتخاذ نفس المنحى الذي اتخذته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، والتي قطعت علاقتها مع إمارة قطر، قامت قطر بتجاهل المواطنين المغاربة من النظام الذي أرسته حكومة قطر بالسماح لمواطني 80 دولة حول العالم بالدخول إلى الإمارة دون تأشيرة دخول، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول الموقف القطري من المغرب.

ويرصد "دوت خليج" النذالة القطرية مع المغرب، والتي لم تسلم من شر الإمارة الداعمة للعنف والإرهاب، رغم أن الحكومة المغربية تبقى موالية لتنظيم الإخوان المدعوم من قطر:

جناح بنكيران

لم يكن الموقف المغربي من أزمة قطر غريبا، في ضوء سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم، والموالي لجماعة الإخوان المدعومة من قطر، على مقاليد الأمور في البلاد، إلا أن هناك حالة من القلق من جانب الحكومة المغربية الحالية من جراء تغير الموقف القطري تجاهها في ضوء دعم قطر لرئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بنكيران، على حساب الحالي سعد الدين العثماني، والذي ينتمي لنفس الحزب.

القلق المغربي دفع الرباط إلى اتخاذ موقفا محايدا، في ضوء احتمالات النظام القطري لقناة الجزيرة لاستغلال أحداث التظاهرات الأخيرة، والمعروفة باسم "حراك الريف" لإثارة القلاقل في المملكة المغربية بغية إسقاط العثماني دعما لجناح بنكيران في حزب العدالة والتنمية.

مواقع بنكيران

على الرغم من أن حكومة العدالة والتنمية في المغرب بقيادة العثماني، التزمت الحياد تجاه الأزمة القطرية، تنفيذا لتوجيهات العاهل المغربي، الملك محمد السادس، إلا أن الأذرع الإعلامية لجناح بنكيران لم تلتزم بالموقف الحكومي، حيث روجت لنفس المفاهيم التي تروجها قناة الجزيرة القطرية، كمفهوم الحصار، وألقت باللوم على الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب.

موقف بنكيران من الإمارات

التساؤل يبقى قائما حول أسباب الدعم القطري لبنكيران على حساب العثماني، رغم انتمائهما لنفس الحزب، وهنا تبقى كلمة السر هي الإمارات، حيث أن رئيس الوزراء المغربي السابق عبد الإله بنكيران تبنى موقفا عدائيا من الإمارات، وهو الأمر الذي بدا جليا في احتفال العديد من الرموز الإماراتية بقرار الملك المغربي بإبعاد بنكيران في مارس الماضي، واستبداله بالعثماني.

ففي تغريدة له، قال نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان، تعليقا على قرار الملك باعفاء بنكيران، إن القرار يلاقي ترحيبا واسعا في الأوساط السياسية العربية.

اقرأ أيضًا:

تمويل قطر لـ"الإخوان".. مهمة عزمي بشارة في المغرب

محمد السادس يعفي بنكيران من رئاسة حكومة المغرب

خبير يكشف عن تمويلات قطر لإخوان المغرب العربي

طرد الإخوان والموقف من مصر.. شروط السعودية لعودة العلاقات مع قطر