نكشف أسباب دعم "واشنطن بوست" لقطر
حملة تشنها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لاستهداف الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، فبعد يومين فقط من تقريرها الذي اتهمت فيه الاستخبارات الإماراتية باختراق وكالة الأنباء القطرية، لنشر تصريحات ادعوا أنها مفبركة على لسان أمير قطر تميم بن حمد، نشرت تقريرا آخر، قالت فيه أن الحملة العربية ضد قطر لم تؤتي بثمارها.
وبعيدا عن ابتعاد التقارير التي نشرتها الصحيفة عن المنطق، في ضوء غياب دليل واضح على صدق ادعائها الأول، أو تجاهل التداعيات الكبيرة للإجراءات العربية على الدويلة الخليجية على المستويين السياسي أو الاقتصادي، فيما يتعلق بادعائها الثاني، إلا أن التساؤل الذي يطرح نفسه يدور حول أسباب اتجاه الصحيفة الأمريكية للسير عكس التيار.
"دوت خليج" يرصد أسباب مواقف الصحيفة الأمريكية المتباينة تجاه قطر، كالتالي:
المال القطري
سياسة شراء المواقف ليست جديدة إطلاقا على الساسة القطريين، حيث أنها دائما ما تسعى لاستخدام أموالها في دعم سياساتها، وهو الأمر الذي يبدو واضحا في تعامل حكومة قطر مع العديد من دول أوروبا حيث أن الدويلة الخليجية تحركت مرارا لزيادة استثماراتها في العديد من الدول لشراء مواقفها. الحكومة القطرية سبق لها وأن دفعت مبالغ طائلة لعدد من الصحفيين، من أجل الفوز بدعمهم في عدة قضايا.
من جانب آخر، كانت عدة تقارير نشرتها مواقع إليكترونية، من بينها موقع "ورلد سوشيالست"؛ أن هناك علاقات تجمع بين قطريين، ورجل الأعمال ماسون هاوكينز، والذي تعد شركته "ساوث ايسترن اسيست"، أحد أكبر مالكي الأسهم في الصحيفة الأمريكية، وبينهما استثمارات مشتركة.
الموقف من الإخوان
الموقف الذي تتبناه الصحيفة الأمريكية لا يبتعد عن موقفها من جماعة الإخوان، حيث سبق وأن نشرت الصحيفة الأمريكية تقارير حملت في طياتها دعما ضمنيا للجماعة الإرهابية، بينما في تقارير أخرى تخلت الصحيفة عن حيادها ليكون الدعم صريحا للجماعة، ولعل أبرز تلك المواقف هو التقرير الذي نشرته الصحيفة الأمريكية حول نية ترامب إدراج الجماعة في قائمة التنظيمات الإرهابية، وهو ما وصفته الصحيفة بأنه يضر بمصالح أمريكا.
الوساطة القطرية المشبوهة
إلا أن الموقف الذي تتبناه الصحيفة الأمريكية لا يقتصر في الواقع على المال والمواقف السياسية الموحدة، ولكن الأمر يمتد إلى رد الجميل القطري للصحيفة الأمريكية، حيث كشفت مصادر لـ"دوت خليج" أن حكومة قطر لعبت دورا رئيسيا في الصفقة الإيرانية الأمريكية للإفراج عن مراسل صحيفة "واشنطن بوست" جايسون رضائي، والذي أعتقل في السجون الإيرانية لمدة 18 شهرا، مقابل الإفراج عن 7 معتقلين إيرانيين في السجون الأمريكية، موضحا أنه لم يتم الإعلان عن الدور القطري في الصفقة بسبب التقارب الزمني بينها وبين صفقة أخرى أثارت جدل كبير بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، للإفراج عن جندي أمريكي، بوساطة قطرية أيضا.
وبالرغم من المواقف الداعمة من قبل الصحيفة الأمريكية لقطر، إلا أن الحكومة القطرية من قبل اتهمتها بالكذب والتلفيق عندما نشرت تقريرا حول انتهاكات الإمارة لحقوق العمالة الوافدة إليها للعمل في المشروعات المتعلقة بمونديال 2022، حيث أكد الحكومة القطرية أن التقرير تضمن أخطاء كبيرة حول أعداد الوفيات في مواقع العمل بالدوحة.