عبدالرحمن الراشد: لا تصدقوا قطر فهي تعشق التنازل في الظلام
هكذا اعتادت الدوحة أن تمارس دورًا بطوليًا دعائيًا لا يتناسب مع قدراتها الحقيقية، ولا تعكس قراراتها التي تنتوي اتخاذها، هكذا استهل الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد مقاله في صحيفة "الشرق الأوسط" صباح الخميس، داعيًا لعدم تصديق الرفض القطري لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لأنها ستتنازل سرًا في وقت لاحق.
وأضاف الكاتب السعودي البارز أن قطر لا يهمها إلا مظهرها أمام العالم، فكل ما يهمها أن يراها العالم ترفض، لكنها تبقى مستعدة للتنازل بعيدا عن الأضواء، موضحا أن الحكومة القطرية لها عدة سوابق في هذا الإطار، ففي 2014، وافق أمير قطر على شروط دول الخليج، ولكنه اشترط فقط أن يكون الاتفاق فيما بينهم سرا.
ونقل الراشد، عن مصدر داخل قطر، أن الحكومة القطرية ستقوم بتسريح عدد من الموظفين العاملين لدى قناة "الجزيرة" قريبا، وربما تقوم ببيعها لأشخاص محسوبين عليهم، لتبقى موالية للدوحة.
وأضاف الكاتب السعودي أن المعضلة الرئيسية تبقى في استمرار المناورات القطرية، فالدوحة سبق لها وأن قبلت بمطالب دول الجوار في 2014، وكانت تتطابق تقريبا مع المطالب المقدمة لهم اليوم، ولكنها لم تفي بأي من تعهداتها، حيث لم تتوقف الجزيرة عن انتقاداتها لدول الجوار، بل وقامت قطر بما هو أكثر من ذلك بكثير، حيث أنشأت محطتين تلفزيونيتين في لندن لمواصلة التحريض ضد الرياض.
ودعا الكاتب السعودي إلى موقف دبلوماسي أكثر قوة من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، خاصة وأن دائرة الغضب من السياسات القطرية أصبحت أوسع هذه المرة، تشمل عدة حكومات إقليمية تتبنى مواقف متشددة جداً ضد التصالح، وضد القبول بأي تعهدات من نظام الدوحة، حيث أنها تريده أن يشعر بالخطر نفسه الذي تسبب به لبقية الحكومات في المنطقة، بإصراره على تمويل الجماعات الإرهابية والمتطرفة.