التوقيت الأحد، 29 ديسمبر 2024
التوقيت 10:09 م , بتوقيت القاهرة

ترامب يحكم| أين جنوب السودان في عهد الرئيس الجديد

منذ إعلان ترشحه للرئاسة كان لدونالد ترامب العديد من التصريحات التي تحدث فيها عن أرائه وما يريد أن يفعل تجاه العديد من الملفات والصراعات حول العالم، من سوريا والعراق وحتى أوكرانيا وكوريا الشمالية، لم تظهر قط أي تصريحات من جانب الرئيس الأمريكي الـ45 يتحدث فيها عن جنوب السودان أحدث دولة في العالم والحرب الأهلية الدائرة بها.


أحدث دولة في العالم وسيناريو رواندا


جنوب السودان في حرب لا تقل عنفا عن الحرب في سوريا واليمن بل إن المبعوث الأمم الخاص لمنع جرائم الإبادة العرقية، أداما دينج، يقول إن المسرح في جنوب السودان معد تماما لتكرار ما حدث في رواندا بالتسعينات، وعلى العالم واجب منع هذا.


ومن المعروف أن مذابح رواندا 1994 راح ضحيتها 800 ألف قتيل على الأقل، أما ما حدث في جنوب السودان منذ إندلاع الحرب في 2013 فيشير لمقتل 50 ألف شخص، ونزوح 2.3 مليون نسمة بينما يعاني 6 ملايين الجوع.


أساس الصراع


بحسب موقع Vox فإن الدولة التي نالت الاستقلال في 2011 كانت مجهزة بالفعل لحرب أهلية كان كل ما يقف ضدها هو المصلحة المشتركة بالانفصال عن السودان.


ففي الأساس كان الموقف في جنوب السودان هو مجموعات عرقية ودينية مختلفة لا يجمعها سوى أن كلها إفريقية ضد حكومة عربية في الخرطوم.


وتشكلت المجموعات المقاتلة ضد السودان أساسا من قبل قبيلة الدينكا التي ينتمي لها رئيس جنوب السودان الحالي سلفاكير، وقبيلة النوير المنافس الأساسي للدينكا وينتمي لها رياك مشار الذي كان نائبا لسلفا كير.



وخلال الجهود من أجل الاستقلال عن السودان نحت القبيلتان الكبيرتان خلافاتهما ومعهما كل القبائل الحليفة، حتى نهاية الحرب الأهلية في 2005 والتي سمح اتفاق إنهاء الحرب على منح جنوب السودان الحكم الذاتي وحتى إقامة استفتاء للانفصال عن السودان، وهو ما تم بالفعل ليتم إنشاء دولة من 60 مجموعة عرقية مختلفة، معظمها يتبع الديانة المسيحية والبعض يتبع عدد ضخما من الديانات المحلية.


ومع إنشاء الدولة طلب سلفاكير من رياك مشار أن يكون نائبه على سبيل استمرار الوحدة، ولكن ما حدث بعدها بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" أن معظم المناصب كانت لقبيلة الدينكا الأمر الذي لم يرضي النوير وحلفائها، ولزيادة الأمر سوء بدأ رياك مشار في انتقاد سلفاكير وقال في حوار صحفي إنه قد يترشح للرئاسة ضده في الانتخابات المقبلة.


وفي ديسمبر 2013 بدأت الحرب الأهلية في جنوب السودان، ويقول موقع Vox إن كلا من مشار وسلفاكير استغلا الخلافات القبيلة بين القبائل الصغيرة للحصول على مجندين منها.


ومن هنا تحول الخلاف السياسي لحرب قبلية ثم لتطهير عرقي قالت عنه الأمم المتحدة إن القتل والاغتصاب وتجنيد الأطفال أصبحت ممارسات يومية، وفي الأسبوع الأول لقي ألف شخص مصرعهم ونزح 100 ألف أخرون.


ودخل الصراع مرحلة أسوأ مع تدفق الأسلحة من السوق السوداء حيث تم تهريب كميات كبيرة من السلاح للقبائل المتقاتلة.


ترامب وجنوب السودان


في 2016 دعت الولايات المتحدة للتدخل الدولي وفرض حظر على الأسلحة في جنوب السودان، ولكن بحسب الموقع من الصعب أن يتم ذلك حيث من المتوقع أن تمنع روسيا والصين بالفيتو أي قرار لحظر السلاح كون البلدين لديهما مصالح مع الدول المجاورة لجنوب السودان "إثيوبيا والصومال وإريتريا وجيبوتي والسودان" وكل دولة منها لديها مصالحها وتحالفاتها الخاصة داخل جنوب السودان.


كل هذا يأتي في نهاية عهد أوباما وبداية عهد ترامب وحتى ببحث على "جوجل" لن نجد ما يربط دونالد ترامب بجنوب السودان سوى بعريضة قدمها عدد من النوير ومعارضي سلفاكير يطلبون تدخل ترامب لعزل رئيس جنوب السودان، وهي عريضة بلا شعبية على الانترنت.


وحتى موقع "فوكس" يقول إنه من غير المعلوم ما هو حجم المعلومات لدى ترامب عن الوضع في جنوب السودان ومن المستبعد أن يقوم الرئيس الأمريكي الجديد بجهد حقيقي من نفسه لإيقاف العنف.